27 – 8 – 2012
في ظل ثورات الربيع العربي، تغيرت الكثير من المفاهيم السائدة في منطقة الثورات، بعد أن تنسمت شعوب الربيع نسائم الحرية، فانطلقت القنوات الفضائية لتؤدي رسائلها الإعلامية، بعد عهود التكبيل والتقييد التي مارستها السلطات الحاكمة، لكن هذه الانطلاقة اعترتها معوقات ذاتية وبنيوية وأخرى ارتبطت بمفروضات المرحلة “الثورية”، فكانت ضرورة العودة إلى مربع التأسيس لمفاهيم جديدة، ومراجعة ما استقر في الأذهان لعقود، أمرا ملحا لدى المهتمين وأهل الاختصاص، فرأت وزارة الثقافة والمجتمع المدني تنظيم ندوة إعلامية تتناول القضايا الراهنة في قالب حواري معمق، يشارك فيه أكاديميين ومهنيين من ليبيا وتونس.

 الندوة انتظمت في طرابلس لمدة يومين (25 – 26 أغسطس 2012) تحت عنوان: ” الفضاء السمعي البصري في زمن الربيع العربي – المستقبل والتحديات “، تعرض فيها المشاركون لآليات الصناعة الإعلامية، وناقشوا في قراءة تحليلية الخطاب الإعلامي، وتحرره، ودار حول في الندوة حوار مثير حول مدى تقيد الخطاب الإعلامي بـ “عباءة الثورة”، ولم يكتف المشاركون بالتطرق للمفاهيم النظرية، بل وسعوا دائرة التناول لتشمل قضايا استشرافية تتعلق بالتعددية الإعلامية والسياسية بعد ثورات الربيع العربي، ودور وسائل الإعلام في تحمل مسؤولية إنجاح المسار الديمقراطي.

في ختام الندوة خلص المشاركون إلى توصيات أجملت في التالي:

  1. تشكيل هيئة مشتركة دائمة تكون مهمتها الأساسيّة، التأسيس لكلّ أشكال التعاون والعمل المشترك، وتوفير الفرصة أمام الكفاءات من البلدين للمساهمة في هذه المهمّة وإصدار نشرة دورية عن نشاطاتها.
  2. تنظيم لقاءات دورية وملتقى سنوي في أحد البلدين، تكون مهمّتها دعوة أهل الإعلام، من أكاديميين ومهنيين، إلى طرح الإشكاليات القائمة في البلدين.
  3. التأسيس لبرنامج تكوين وتدريب، يعمل على تمكين المهنيين والطلبة من الجانبين من فرص رفع المهارات واكتساب خبرات، يرتقي إلى ما وصلت إليه أساليب العمل المجدية، وكذلك التكنولوجيات الحديثة، بغية تقديم منتوج إعلامي يرقى إلى توقعات الشعبين.
  4. تفعيل الإتفاقية المشتركة الخاصة بإنشاء قناة فضائية، تمكّن، في الآن ذاته، من تقديم صورة جليّة وواضحة عن المشروع الثوري بين البلدين، وكذلك تمثّل الأداء الأهمّ لتعميق التعاون الإعلامي وتجسيد كلّ أشكال التواصل الثنائي.
  5. مساعدة وسائل الإعلام في البلدين، من أجل ترسيخ ثقافة البناء والتشييد، والاعتدال والوسطية، واعتماد المشروع الثوري أساسًا وركيزة لبناء دولة جديدة، تتوافق بالكمال والتمام مع المطالب التي قامت من أجلها الثورة في البلدين.