صدور العدد الثاني من مجلة ثقافة
(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني صدر العدد الثاني من المجلة الثقافية الفصلية “ثقافة” وتناول العدد إشكالية ثقافة العنف وكيف تحولت من حالة إلى ظاهرة، والأبعاد الاجتماعية والنفسية لثقافة العنف من عدة محاور منها ثقافة العنف وعنف الثقافة، والعنف بين الثقافة المكتسبة والغريزة، وكذلك العنف والعنف المضاد.
تبويب المجلة جاء بطريقة تعبر عن نضوج فكري وثقافي، حيث كتب رمضان سليم تحت عنوان (أنواع الغناء وأشكال الموسيقا) كتاب ألف ليلة وليلة نموذجاً على حضور الغناء والموسيقا في تراث الشعوب ويرى الكاتب أن الغناء في ألف ليلة وليلة واسع الثراء ومتعدد الجوانب ولكن الاهتمام به كان ضعيفاً بسبب التركيز على القصص والموضوعات، وقد كان لكتاب هنرى جورج (الموسيقا والغناء في ألف ليلة وليلة) أثرا في تعداد أشكال وأنواع الموسيقا والغناء التى تناولها كاتب المقال.
كما كتبت حياة الرايس مقالا بعنوان (مازال الكتاب يصنع الفرح في بلاد الثورات المغدورة) في موائمة سردية بين واقع اجتماعي ومواقف سياسية برزت فيها هموم وشواغل الكاتبة بالظروف التي تمر بها بلادها (تونس).
وتناول محمد عقيلة العمامي في مقال عن الحجاب والنقاب والخمار وهتك العرض، بعض الظواهر الاجتماعية التي أثرت على لباس المرأة عبر حقبات تاريخية مختلفة.
وعن الأدب الإفريقي كتب فوزي الحداد سؤال: “الرؤية والهوية … قراء ثقافية ..رواية نصف شمس صفراء نموذجاً” للروائية النيجرية تشيما مان اديشتى، وقد استهل مقاله بتحفيز القارئ من خلال السؤال لماذا القراءة الثقافية؟ هل قرأتم هذه الراوية؟ لماذا لا نقرأ الأدب الإفريقي؟ ما الذي ينطبع بذهنك الآن وأنا أحدثك عن إفريقيا؟
بعد ذلك يأخذنا عبد الرحيم الخصار إلى مدينة الإسكندرية في زيارة إلى منزل قسطنطين كفافيس وهو الشاعر اليوناني الذي قضى السنوات الخمس والعشرين من حياته بمدينة الإسكندرية والمنزل الذي أصبح متحفاً يفتح أبوابه أمام الزائرين. فتناول الخصار حياة الشاعر من خلال مقتنياته وآثاره والتي صارت تحت رعاية السفارة اليونانية بعد ما قام المستشار الثقافي بها باستعادة المنزل وتحويله الى متحف بدءً من 1992.
وكتب عبد الباسط محمد حول “الكتابة على الجدران بين النزق والمخاوف” معلنا عن قلق ظاهر على جدران الشوارع ويعد المقال بداية لدراسة سيسولوجبة ونفسية وتاريخية حول التعبير عن القلق كظاهرة إجتماعية.
وفي زاوية محاورة أجاب مدير المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية د. محمد الطاهر الجراري على عدد من الأسئلة حول آلية عمل المركز مشيراً في حديثه إلى العلامة الفارقة في تاريخ الأرشفة الليبي والتي جاءت في مارس 2012 بصدور قانون رقم 24 بشأن الأرشيف الليبي والصادر عن المجلس الوطني الانتقالي. والذي يحوي 62 مادة تشمل الوثائق والمخطوطات والرواية الشفهية والصور وكل حالة بالأرشيف وكيفية التعامل مع المخطوطات وتكوين لجان لدراستها بالإضافة إلى سبل التعامل مع حوادث التخريب والإتلاف للمحفوظات وآلية العقاب لمرتكبيها بالسجن وغير ذلك وهو ما يعني قيام هيئة مسئولة عن حماية الأرشيف الليبي ومقاضاة من يسرقه أو يحاول العبث به.
وفي زاوية اتجاهات كتب د. محمد المفتي مقالا بعنوان (حاضرتان ووطن واحد.. ليبيا بدون عاصمة رسمية .. لماذا؟) ويعد بمثابة معالجة سياسية لواقع عبر عنه الكاتب بجملة (التنافس بين بنغازي وطرابلس) والذي أرجعه الكاتب إلى اعتبارات جغرافية واصفا المدينتين بأنهما حاضرتان في طرفي وطن شامخ يفصل محيطهما لسان صحراوي قاحل يمتد لقرابة 600 كم، وكذلك إلى اعتبارات تاريخية وبينية وما تركه نظام القذافي من تشوهات اقتصادية وإدارية مستعرضا في حديثه الأنماط الثقافية والاجتماعية التي مرت على المدينتين تاريخيا.
وفي زاوية اتجاهات أيضاً نطالع نصاً مترجما لدراسة حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعية على حياتنا.
وكتبت أسماء الأسطى تحت عنوان (المشروع الليبي للترجمة) مشيرةً إلى بعض الإحصانيات خلال نصف قرن من الزمان في ليبيا خلال الفترة 1951 – 2000 واصفة أياها بالنتيجة المحزنة من العدد والكم والنوع لأنه لم تقم أي مؤسسات وطنية بمشاريع للترجمة من قبل مما نتج عنه نقص فادح في المعلومات.
كما كتب حسين المزدواي عن الذكري التسعين لرحلة الرحالة أحمد حسنين لواحات الكفرة ورصده لموقعيّ أركنو والعونيات.
ويأتي ملف الذاكرة المحجوبة موثقاً لفترة الاستقلال والثقافة السائدة حينها مستعرضاً نماذجا من ذاكرة الإبداع الأدبي بداية من (أحمد رفيق المهدوي) شاعر الوطن مرورا بـ (على الرقيعي) و(محمد الشلطامي) و (وهبي البوري) و(الصادق النيهوم) وانتهاء بـ (عبد الله القويري).
وفي زاوية منوعات توجهت المجلة بعديد الأسئلة لوكيل شؤون المجتمع المدني بوزارة الثقافة والمجتمع المدني السيد عبد السلام الشريف متضمنة السؤال عن مشهد المجتمع المدني في ليبيا بعد التحرير، وهل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني حقيقية؟ وإلى أى مدى شوهت (ثقافة الغنائم) طبيعة عمل جمعيات ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني الناشئ بعد ثورة 17 فبراير؟ وهل من الموضوعي إنشاء إدارة مجتمع مدني حكومي مقرنة بوزارة الثقافة؟.
وجاء السؤال الرئيسي عنواناً لما سبق وهو أي مجتمع مدني لدينا؟! كل تلك الأسئلة حاول السيد الشريف الإجابة عليها موضحاً ما للتوعية من أهمية في تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني.
وتحت عنوان “راحلون .. باقون” نشرت المجلة مقالاً عن الشاعر الراحل السنوسي حبيب ومواقفه السياسية والاجتماعية وأهم إنتاجاته الأدبية. ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان (علم دونه الأنفاس والروح وجاءت الصفحة الأخيرة بتوقيع رئيس التحرير تحمل سؤالاً مفاده: (ما معنى يوم عالمي للغة العربية) يقول الكاتب: “اللغة خطاب حضاري تتقوى بقوة أهلها وتضعف بضعفهم إنها كائن اجتماعي حي وكما للحضارة لغة أيضاً طفولة ومراهقة وفتوة وشيخوخة وقد يطالها الموت لأسباب تاريخية معقدة فتنقرض”.
وازدان العدد بنشر إصدارات عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني منها كتاب (النقد والنقد المسرحي) وكتاب (من تكره الارض .. شعر) وكتاب (الجراب) وكتاب الصحافة الليبية والقانون).
وجاءت صورة الغلاف للعدد الثاني معبرة عن آثار العنف فيما جاءت صورة الغلاف الخلفية بعنوان طرابلس عاصمة الثقافة العربية 2014 نشرت فيها ثلاث صور من مدينة طرابلس كانت الأولى لسور السراي والثانية لميدان الغزالة والثالثة لشاطيء البحر.
اترك تعليقاً