نحن الكتاب و الادباء و الصحافيين الليبيين ، قد فجعنا وهالنا استشهاد وجرح عدد من زملاء المهنة أثناء تغطيتهم الميدانية لما شهدته طرابلس ، عاصمة كل الليبيين ، في الأحداث الدامية ليوم الجمعة الخامس عشر من الشهر الحالي (نوفمبر) حيث قتل أكثر من خمسين مواطنا وجرح المئات من العزل برصاص المسلحين في منطقة غرغور خلال المطالبة بإنهاء سطوة المجموعات المسلحة ومغادرتها للمدينة ،وهذا لم يحدث هذه المرة فحسب فقد تكرر في البلاد العديد من المرات ،كما ما عرف بالسبت الأسود في بنغازي وغيرها من المدن.


وإذ نترحم على أرواح الشهداء ونتضرع إلى الله بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين في هذا الحدث الدامي الجسيم فإننا نطالب قبل نزع سلاح هذه المليشيات ،وندين ونستنكر استخدام السلاح لإزهاق أرواح المدنيين المطالبين نزع الأسلحة من المجموعات غير المنضوية تحت الأجهزة الرسمية من جيش وشرطة، وإننا ندعو إلى تسريع قيام مؤسسات الدولة المدنية التي تكفل الحياة الحرة لمواطنيها في أمن واستقرار . ونطالب المؤتمر الوطني العام المنتخب والحكومة المنبثقة عنه القيام بواجباتهما على أكمل وجه للالتزام بالصكوك والقوانين والمواثيق الدولية التي تجرّم إراقة دماء المدنين العزل.

كما ندعو السلطات إلى توفير الأجواء الملائمة، واحترام الصحفيين والإعلاميين وتقديم التسهيلات التي تسمح لهم بممارسة مهنتهم في نقل الحقيقة وإطلاع الرأي العام على مجريات الأمور بنزاهة وشفافية بعيدا عن الخوف من التهديد أو الاعتقال أو الجرح أو حتى القتل .. ونذكر بضرورة التزام السلطات الليبية ومسئولياتها الوطنية ــ باعتبارنا طرفا في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ــ فيما يخص حرية التعبير والإعلام وعدم خرق نصوص المواد الواردة في الإعلان الدستوري والمتعلقة بالحريات الإعلامية، وبالديمقراطية، وحقوق الإنسان.