(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- شهدت قاعة أحمد رفيق المهدوي مساء الأربعاء ندوة بعنوان (حول الهوية الليبية) شارك فيها الأساتذة: يوسف البخيخي، يوسف الغزال، كمال شلبي، محمود أبو صوة. وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض طرابلس الدولي للكتاب.

 

وتحدث البخيخي بداية عن أهمية هذا المعرض الذي يأتي في مرحلة مهمة من مراحل إعادة بناء ليبيا من جديد وقال أنها فرصة مناسبة لطرح جملة من التساؤلات التي لابد أن تتم الإجابة عليها قبل صياغة الدستور. مؤكدا أن تحديد الهوية الليبية هي قضايا وطنية على مستوى الدولة.

وأوضح: “في تقديري أن أساسيّ الهوية هما اللغة والثقافة وهما محوران أساسيان للهوية الوطنية”. وتطرق إلى التجاذبات التي حدثت خلال العقود السابقة حول الاختلاف على الهوية”.

وفي تعريفه لمفهوم الهوية قال: “أنها حال من أفق مفتوح لا تتعلق من فراغ، وأبعادها متجذرة”، وقال أن الهوية الليبية بعد الاستقلال قد اتجهت نحو الهوية الأيدلوجية الشخصية التي كان يقوم بها النظام السابق.

وأكّد البخيخي أن ليبيا ليست عربية فقط بل هي أيضا أمازيغية وتبوية وتمتلك منظومة حضارية تفتخر بها أمام الأمم، وعلى الدولة الجديدة أن تتصالح مع المكونات الثقافية الأخرى من أجل إعادة الهوية الليبية الحقيقية.

وفي ذات السياق أوضح  يوسف الغزال، وهو متخصص في التاريخ الليبي، أن الهوية الوطنية هي ليست شيئا مقدسا، وقد تتطور مع الزمن  نظرا لتطور العالم وقد كان الإنسان في العقود السابقة مرتبطا بهويته بذاته ومن تمّ أسرته وبعدها قبليته. ووافقه البخيخي قائلا: “إن مفهوم الهوية ليس مقدسا وقد تطور فعلا كلا حسب انتمائه، وقد تقدم العلم وهدم قضية الهوية من الناحية الجسدية، ومسألة الهوية تعتبر مفهوما قديما منذ العصور القديمة، والهوية الليبية بتنوعها الثقافي كان النظام السابق يمنعها من أجل البقاء فترة أطول في السلطة، وليبيا كموقع جغرافي وتاريخي تمتلك هوية عربية إسلامية منذ العصور القديمة”.

وقال الغزال: “أن مكونات الهوية الليبية هي اللغة والدين وليبيا تمتلك هذه المكونات على مر العصور وهو تراث مجيد من الأجداد”، ودعا الغزال إلى ضرورة إعادة الهوية الليبية الحقيقة المبنية على الدين الإسلامي الصحيح.

من جانبه، أوضح كمال شلبي المتخصص في علم الفلسفة، أن الثقافة العربية أعادت قراءة الهوية من منظور يوناني غربي، وقال: “الآن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نعيد الهوية الليبية الحقيقة في هذه الوقت الذي تمر به ليبيا من التحول الديمقرطي”.

 وأضاف: “أن ليبيا بعد أن تتحول من الثورة إلى الدولة عليها ان تتساءل عن هويتها بعد ثورات الربيع العربي فهي التي فرضت هذا السؤال المهم- وهو ما هي هويتنا؟”.