(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- صانع الفوانيس، صباح الورد، حكايات بنغازي، تحليل الأنغام في ديوان المقام، وكتب أخرى تصطف على أرفف وزارة الثقافة، وقد وصلت حديثا من دور نشر مختلفة، بعضها من بيروت، وبعضها من دور نشر ليبية، ولكنها كتبت جميعا بمداد من عطر الثورة، ونشرت في براح من حرية الرأي والفكر، فتفتقت عنها شذرات من الإبداع يرسم صورة أخرى للمثقف الليبي بعد سنوات من سجن القلم، والكتاب.

هذا الكم المتزايد من النتاج الفكري والأدبي أثار اهتمام أوساط دور النشر العربية، وفتح المجال أمام ليبيا بأن تتربع ملكة على فضاءات المحافل والمعارض الدولية، وبعد النجاح الذي حققته ليبيا كضيف شرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انتقل  الصدى الإيجابي ليكون دافعا لاختيار ليبيا كضيف شرف بمعرض الدار البيضاء بحسب تصريحات وزير الثقافة المغربي، ثم بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، ولعل هذا الاهتمام الذي أولته وزارة الثقافة كان دافعا للمثقف الليبي لكي يضاعف من عطائه ويعزز من خبرته، ليؤدي رسالته كجسر يصل بين القارئ وروافد المعرفة.

وفي هذا التقرير نستعرض بعض الإصدارات التي وصلت حديثا إلى مكتبة الوزارة، وستأخذ طريقها قريبا إلى المراكز الثقافية والمكتبات العامة، ومن هذه الإصدارات: كتاب (ليبيا مئة عام من المسرح- هكذا تكلم المسرحيون) من إعداد نوري عبد الدائم أبوعيسى الذي قام بتجميع وتصنيف مجموعة موسعة من القراءات النقدية في مجال المسرح، وجمعها في مجلد من الحجم الكبير يحتوي على 830 صفحة قسمها في 6 أبواب، تتحدث عن التجربة المسرحية الليبية منذ عام 1908 وحتى 2008، واختتمها بملحق من الصور التي توثق بعض المشاهد المسرحية.

الكتاب الآخر بعنوان تحليل الأنغام في ديوان المقام، وهو عبارة عن دراسة تحليلية لمقامات الموسيقى العربية،  للكاتب مفتاح اسويسي الفرجاني، الكتاب الذي جاء فى حجم كبير وبغلاف أزرق متداخل مع الأسود يتضمن حوالي 67 مقاما موسيقيا، مع تحليل لكل مقام من حيث أجناسه ومشتقاته، وأبعاده الحسابية، ثم انتقل المؤلف إلى تحليل المقامات الرئيسية والمقامات الفرعية ويتضمن أيضا أشكال التأليف الآلي والغنائي، وبعض المعلومات حول تأثير الموسيقى على الإنسان.

الكتاب الثالث في هذا التقرير بعنوان تاريخ الحضارة الليبية القديمة، للدكتور عبد العزيز الصويعي، يتناول الكتاب الذي جاء في 351 صفحة، الحضارات الليبية القديمة ابتداء من فجر التاريخ الإنساني، وحضارة الكهوف انتقالا إلى عصور ما قبل التاريخ ومراحل أخرى متقدمة تناول فيها الأجناس والسلالات التي سكنت ليبيا كما تحدث عن نمط حياتهم ومظاهر حضارتهم، وتأثرها بالحضارات الأخرى كالرومان والإغريق والفراعنة، وعزز الباحث كتابه بعديد من الصور والشواهد واختم الكتاب بباب عن العلوم والثقافة والفلسفة في المدن الليبية القديمة مثل قورينا وصبراتة.

من بين الإصدارات أيضا كتاب جامع يحوى المجموعات الشعرية الكاملة للشاعر الراحل محمد الشلطامي، في مجلد فاخر من 712 صفحة سجلت تحت عنوان (المجموعة الشعرية- محمد الشلطامي) وصدر الديوان عن وزارة الثقافة، كتكريم للشاعر الراحل، وهو الأضخم والأحدث لمجموعاته الشعرية، وتتضمن المجموعات: أنشودة الحزن العميق، منشورات ضد السلطة، قصائد عن الموت والحب والحرية، تذاكر إلى الجحيم. وقصائد أخرى.

أما الإصدار الجديد (المحنة والملحمة)، للكاتب والأديب الليبي عبد الفتاح البشتي، فقد جاء في 240 صفحة عن محنة سجناء الرأي الذي اعتقلوا في سجون النظام السالف، وأفرد الكاتب مساحات واسعة لسيرة صديقه عبدالعزيز الغرابلي. الكتاب جاء على هيئة مذكرات، حسب الأحداث الهامة التي عاصرت حياة الكاتب وصنفها في خمس وثلاثين جزءاً استهلها بنبذة عن ميلاده ونشأته وتطرق إلى بعض الملامح الأساسية لحياته القروية وتعليمه وصولا إلى مرحلة اعتقاله عام  1973م، وجاءت بقية الصفحات لترسم المشاهد المريرة لخمسة عشرة عاما بين القضبان، وكان أشدها قسوة هو وصفه للمشهد الذي توفي فيه صديقه عبد العزيز الغرابلي متأثرا بمرضه الذي ألمّ به في السجن نتيجة التعذيب والقهر.

من بين الإصدارات أيضا،  كتاب دراسات نقدية في الشعر الشعبي للدكتور يونس عمر فنوش، وكتاب بعنوان النقد والنقد المسرحي، للمؤلفين: د. محمد صبري صالح، وأ. إسماعيل شعبان، وكتاب للدكتور سليمان زيدان بعنوان الصورة الشعرية في القصيدة الليبية المعاصرة، وسنوافيكم بمعلومات عن هذه الكتب  وكتب أخرى في تقرير لاحق.