السيد حسن اونيس رئيس اللجنة التسييرية للهيئة العامة للثقافة :
– لن نفرط في الدولة المدنية التي ضحى من أجلها الأبطال 
– غياب النخب الثقافية وصمتهم عن جرائم الحرب لم نجد له تفسير !
– الحرب كشفت زيف المنظمات المدنية المؤدلجة ولهذه الاسباب فشلت لجنة الطوارئ !!!

هو احد الذين قاتلوا ببسالة في عام ألفين واحدى عشر في كل الجبهات قبل أن يكون رئيساً للهيئة العامة للثقافة في حكومة الوفاق الوطني ، مواقفه الإنسانية لا يستطيع جاحداً أن ينكرها ومبادراته الاجتماعية لا يمكن إغفالها سواء اتفقت معه ام اختلفت .. قاد العديد من المبادرات في المصالحة الوطنية والمساهمة في إعادة المهجرين لبلدهم وخاصة من المثقفين والشخصيات العامة الأخرى من منطلق ليبيا وطنُ يسع الجميع .
هاجمه البعض وانتقده البعض الآخر غير انه استطاع في فترة وجيزة ان يكسب احترام وتقدير الجميع من كل الانتماءات .
اليوم وبعد ما تعرضت له العاصمة خلال 45 يوم متواصلة من الاعتداء بشتى أنواع الأسلحة خرج السيد حسن أونيس عن صمته ليتحدث بلسان الثائر على الظلم ، الحريص على وطنه فكان هذا الحوار …

صمت عربي مريب !!
نستغرب صمت الجامعة العربية إزاء الهجوم الوحشي على طرابلس ونتسأل أين دور هذه الجامعة التي من المفترض ان تكون مظلة لكل العرب وتساهم في حماية البلدان العربية والمدنيين من الحروب والانتهاكات والقتل والدمار ام هي كيان يرى بعين واحدة !!!!
في الوقت الذي رأينا مواقف غربية لم تصفق للظلم او تكافئ المعتدي كموقف لجنة الكونغرس الأمريكي التي أدانت الحرب ومحاولات عسكرة الدولة والعودة إلى الاستبداد وغيرها من المواقف الغربية كالاتحاد الأوروبي وايطاليا وألمانيا الذين أدانوا الاعتداء وتحدثوا بإنصاف عن جهود حكومة الوفاق الوطني وقوات البنيان المرصوص التابعة لها في مكافحة الإرهاب وخاصة في القضاء على تنظيم الدولة في مدينة سرت معتبرين هذه تلك اللحمة تستحق ان تدرس في اعرق الأكاديميات العسكرية .

لم نجد تفسير لهذا الموقف !!
– للآسف لم نجد تفسيرا لغياب دور النخب الثقافية من أدباء وكتاب وفنانيين وأكاديميين عن ما تتعرض له طرابلس من عدوان وتدمير ممنهج من قبل قوات حفتر ، حيث إن دورهم لم يرتقي لمستوى العدوان على طرابلس خاصة وان للنخب المثقفة دور مهم في مثل هذه الظروف ، وكنا نأمل كهيئة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني من هؤلاء المثقفين موقف وطني واضح لمواجهة هذا العدوان وما سببه من قتل ودمار للمدنيين وهدم للمؤسسات العامة والخاصة وهذه المهمة هي مهمة نضالية تقع على عاتق هذه النخب الثقافية تجسيدا لدورهم التنويري وتفعيل المشهد الثقافي بما يحقق فضح العدوان ومبرراته والاستماتة على أحقية الدولة المدنية وانتصارها في هذه المعركة التي تجري في العاصمة وردع العسكر إلى ثكناتهم ومحاسبتهم على الجرم الذي ارتكبوه في طرابلس، لان المثقف يحمل رسالة إنسانية وأخلاقية ويجب الدفاع وطنه وسلطته الشرعية في وجه العدوان الغاشم الذي يقوده “المتمرد” من اجل تحقيق أحلامه في السلطة ،غير إننا أصبنا بخيبة أمل كبيرة ولم نجد لها أي تفسير حتى الآن !!!!!

المجتع المدني ماله وما عليه !

– حرصنا على إن نقوم بدورنا الوطني لإبراز دور ليبيا الحضاري وقد تم وضع ذلك في إطار خطة عامة ، وفي هذا الجانب فإن الهيئة العامة للثقافة دعمت ونسقت ونظمت بالتعاون مع كل الجهات والمنظمات والبلديات لإقامة الأمسيات الثقافية والندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تساند السلام والمصالحة والسلم الأهلي والدولة المدنية في الرقي بدولتنا إلى مصاف الدول المتقدمة ، وحاولنا الانطلاق من قيمنا الإسلامية والثقافية ووحدة مجتمعنا على الرغم مما مرت به بلادنا من ظروف طارئة لذلك وضعنا نصب أعيننا مضمون نشاطاتنا وحدة الشعب الليبي ومعالجة ما يتطلبه ذلك من وحدة النسيج الاجتماعي عن طريق الحوار والمصالحة والذي دمره أخيرا العدوان السافر على طرابلس .
وهنا لابد ان نشكر بعض منظمات المجتمع المدني التي ساهمت مساهمة فعالة في الوقوف والمساندة الفعالة مع الجيش والثوار في مواقع الصراع المحيطة بطربلس لتخفيف المعاناة والآلام التي يعانيها النازحون جراء هذه الحرب الظالمة وتقديم الاحتياجات اللازمة والضرورية في مثل هذه المواقف ودورهم في رصد وتوثيق هذا العدوان والتحرك من اجل منع المعتوه من تدمير طرابلس.
وان كان هناك عتاب كبير على اغلب منظمات المجتمع المدني التي انحازت إلى الفعل السلبي وعدم المشاركة في الدور الذي ينبغي فعله في هذا الوقت الحرج الذي تمر به ليبيا .

غياب رسالة الفن في تحقيق السلام !

– أمر معيب ان نرى الفنانين والمثقفين الذي نالوا الدعم المادي والمعنوي من قبل حكومة الوفاق الوطني بهذا الموقف الذي يصل حد التخاذل إزاء العدوان التي تتعرض له عاصمة وطنهم وبهذه الوحشية ، وهو ما يشجع المعتدي في التمادي في اعتدائه ووأد طموح شعبنا في تحقيق حلم الدولة المدنية .

لجنة الطوارئ فشلت فشلاً ذريعاً !!

أتأسف جداً لدور لجنة الطوارئ العامة التي شكلها المجلس الرئاسي والتي خيبت الآمال في تنفيذ المهام المناطة بها والتقصير والعجز في مواجهة الظروف القاهرة التي يرزح تحتها النازحون وهذا التخبط اغفل صرف الميزانيات على البلديات المحتاج وليست في حاجة الى ذلك ، حيث رأينا أرقاما ترصد لبلديات عن ما يجري من احدث وليس لها أي نشاط لصالح النازحين والمتضررين بينما بقت البلديات الأخرى التي تستقبل هؤلاء النازحون وتتحمل ويلات الحرب بقت بعيدة عن أعين لجنة الطوارئ .

حاولنا ومازلنا نحاول

– خاطبنا المجلس الرئاسي بتشكيل لجنة للطوارئ خاصة بالإعلام وذلك لغياب دور الإعلامي الحقيقي وعلى اعتبار ان المعركة الإعلامية لا تقل شأنا عن المعركة في الجبهات ، ورغم الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه إلا إن هذا المقترح لم يجد آذان صاغية رغم الحجة الملحة لعمل إعلامي يواكب جهد الإبطال .
ولهذا نطالب في هذا الوقت من الإعلام والإعلاميين والأكاديميين وكل المهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي العمل على إبراز الندوات والمؤتمرات والبث المباشر لما يجري داخلياً ودولياً حول الأزمة والهيئة العامة للثقافة ستدعم بما تستطيع كل المناشط والفعاليات التي تحث على السلام والصلح ودحر العدوان ونبذ التخلف والجهل والعسكرتاريا .

دمار حفتر طال كل شيء 
ما حدث من دمار وخراب طال البيوت الآمنة والمدنيين الأمنيين وتدمير مؤسسات ومناطق وشوارع من قبل المتمرد المهزوم الفاشل حفتر الذي سبق له ان دمر الجيش الليبي وبنغازي ودرنة ومزق النسيج الاجتماعي واضر بالتركيبة الاجتماعية لليبيا .. هذا المدمر ترعاه قوى إقليمية ودولية وحفنة من عديمي الإنسانية والوطنية يعبثون في هذا الوطن لصالح أجندة مشبوهة .

سندافع عن الدولة المدنية ونسيجنا الاجتماعي
– من الضرورة بما كان أن ننبه أننا لا نسمح بتمزيق النسيج الاجتماعي الذي تعيشه بلادنا مهما كلف الأمر من ثمن ، كما أنني ضد كل من يشتم أية جهة من بلادنا إنني ضد هذا العبث الذي يفرق بين أبناء الوطن الواحد ، كما أن عسكر حفتر لا يمثل المنطقة الشرقية بتاتاً ، فإن في برقة شرفاء لا يعترفون بما قوم به من إجرام ودمار .
ونحن في النهاية سندافع بكل ما أوتينا من قوة وسيدافع أبطالنا عن الوطن وعن الدولة المدينة ولن نرضخ للديكتاتورية من جديد ، ولن نتراجع عن دولة العدل والمؤسسات والقانون .