حي على السلام…. حي على المصالحة…
بهذا النداء الإنساني المبارك ألج إليكم أيها السادة الأفاضل رواد صالونا الثقافي الليبي..
لقد مرت بلادنا الحبيبة ليبيا خلال العشرية الماضية بأصعب مرحلة في تاريخها وها نحن اليوم على أعتاب العشرية الثانية لهذه المرحلة ولم يتوقف نزف الدم الغالي… دم أبنائنا…. شبابنا الذين نعول عليهم في بناء ليبيا التي نريد…
أيها الأخوة الأكارم…. إن كل قطرة دم سالت وتسيل من دماء أبنائنا في كل ربوع ليبيا هي غالية علينا وهي تؤلمنا وتحول بيننا وبين السعادة والعمل الذؤوب لبناء بلادنا فلماذا نقتتل… ولماذا نهدم بيوتنا وأوطاننا بأيدينا…. نحن أبناء هذا الوطن الخاسر الوحيد في كل مايجري من حروب واقتتال.. لقد دمرت هذه الحروب كل المعاني والقيم السامية فينا وأوشكت أن تحيلنا إلى أعداء بدل أن نكون إخوة…. وإلى خصماء بدل أن نكون شركاء في هذا الوطن..
إن الناضر إلى الخريطة الجغرافية والاجتماعية في ليبيا لايصدق مايجري فيها فالليبيون على مر التاريخ أسرة واحدة… ونسيج اجتماعي واحد… وهم واحد… وجهاد واحد… فرح واحد.. لم نعرف هذه التقسيمات البائسة إلا بعد أن امتدت إلينا أيادي الدخلاء والمتداخلين الذين لوثوا وسمموا وأججوا بأفكارهم السوداء ومخططاتهم الحاقدة روح الفتنة بيننا ومكنوا الفرقة بيننا واستولوا على عقولنا بأفكارهم الإنفصالية ونزعاتهم الإنتقامية هؤلاء الدخلاء هم من فتت ومازال يفتت لحمة النسيج الاجتماعي وهم ليسوا من أبناء جلدتنا وليسوا من أبناء وطننا وبعظهم ليس ممن يدين بيننا إنها دول بعينها بعضها يدعي أنها دولة شقيقه ( عربية) والبعض الآخر يدعي أنها دولة صديقة وهم لايحملون من هذه المعاني الخالدة إلا شعاراتها البراقة التي أتت على الأخضر واليابس في بلادنا ونحن بأيدينا نعينهم على تحقيق مآربهم في النيل من بلادنا واستنزاف ثرواتها وخيراتها وخيرة شبابها…
في هذا السياق وعبر منبركم الإنساني أتقدم إليكم أنا بشخصي واسمي وصفتي وكياني وكل ما أكون به كمواطن ليبى أرهق عقله ألم النزاع آلم قلبه نزيف الدم الذي لم يتوقف واستحوذ على تفكيره كيف السبيل للخروج من هذا النفق المضلم الذي دخلته بلادنا.. أتقدم إليكم في هذه الأيام الفضلى والليالي الرمضانية المباركة بدعوة صادقة ملؤها الحب للوطن والألم على ضياع زهرات شبابه للم الشمل ونبذ العنف والمصالحة والسلام والإبتعاد عن لغة العداء والتخلي عن الأنانية والتحلي بالإيثار فمركب ليبيا يحملنا جميعا بكل محبة وإخاء واستمرار هذا الوضع سيغرقه بنا جميعا…
أخيرا… وليس آخرا…
اتمنى أن تلقى هذه الدعوة الصادقة آذانا صاغية…. وعقولا واعية…. وقلوباً صافية…. وألسنة داعية… وأيادي ممدودة ساعية…. واتمنى أن يكون منبركم هذا منبرا للخير واللمة…. تزول بنور تطلاعته الغمة…. وتزهو بدعواته عقول الأمة… وأن تلقى دعواتكم الصادقة لنبذ العنف والإقتتال إستجابة من عموم أبنا ليبيا وأنا أولهم بعون الله تعالى…
أ. حسن اونيس
رئيس الهيئة العامة للثقافة
تعليق
مشاركة