تحتفل ليبيا اليوم في ظل ظروف استثنائية إلى جانب كل الصحفيين والصحفيات في كافة بلدان العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو من كل سنة، والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1993، بناء على توصية تم اعتمادها في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” عام 1991، إحياء لذكرى اعتماد إعلان “ويندهوك” للنهوض بصحافة مستقلة وتعددية في إفريقيا الذي صدر في ناميبيا في نفس العام.
وقد اختارت له منظمة اليونيسكو هذه العام شعار ” صحافة بلا خوف أو محاباة” والذي كان بالتزامن مع انتشار فيروس كرورنا، لتعزيز الدور الحيوي لوسائل الإعلام في التصدي للأخبار الزائفة التي انتشرت حول فيروس كورونا وقامت بتدشين حملة عالمية على وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي من أجل تذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، واعتباره فرصة لتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها.
وأدى انتشار وباء كورونا فيروس، إلى وفاة حوالي 55 صحفيا في 23 دولة، في غياب إجراءات كافية لحماية وسائل الإعلام في كثير من الأحيان، حسب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين
وعلى المستوى الوطني صنف التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود، ليبيا في الترتيب 162 من أصل 180 دولة!، وواصفاً وضع الصحفيّين بأنهم “يئنون تحت وطأة عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد منذ سنوات”.
وفي هذا المناسبة، يقول السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،، في رسالة له تخليداً لهذا اليوم العالمي “إن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يضطلعون بدور بالغ الأهمية في مساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة. وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة (كوفيد 19)، فإن تلك القرارات يمكن أن تنقذ حياة الناس من الموت”
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة ،أن “تفشي هذه الجائحة اقترن، أيضا، بجائحة ثانية تتمثل في تضليل الناس سواء عن طريق نشر نصائح صحية مضرة أو بالترويج لنظريات المؤامرة بطريقة لا تعرف حدا تقف عنده”، معتبرا أن الإعلام هو الذي يتصدى لهذه الأخبار الزائفة بتقديم أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع
ودعا حكومات العالم إلى حماية العاملين في وسائل الإعلام، وتعزيز حرية الصحافة والحفاظ عليها، معتبرا أن ذلك “أمر أساسي لمستقبل يسوده السلام وينعم فيه الجميع بالعدالة وحقوق الإنسان”
من جانبها، أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أودري أزولاي، أنه “لا بد لنا من التمتع بحرية الإعلام لمواجهة الأزمة الصحية الراهنة وفهمها والتفكر فيها والتغلب عليها، إذ تنقلنا جائحة فيروس كورونا إلى عالم جديد يسوده القلق والشك وعدم اليقين”، مبرزة الأهمية الحيوية التي يضطلع بها الإعلام في تزويد الناس بالوسائل اللازمة لمكافحة المرض عن طريق التحلي بالسلوك المناسب.
وأشارت السيدة أزولاي، في رسالة مماثلة، إلى أن اليونسكو وسائر المنظمات التابعة لمنظومة الأمم المتحدة تشارك في مكافحة “الوباء الإعلامي” الناجم عن انتشار الشائعات والأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة التي تؤدي إلى تفاقم الجائحة وتعر ض حياة بعض الناس للخطر، مسجلة أنه سيتم إطلاق حملتين إعلاميتين على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إحداهما إلى الوحدة والعمل معا من أجل نشر الحقائق وتعزيز العلم والتضامن، فيما ستدعو الأخرى إلى مكافحة تفشي “وباء التضليل الإعلامي” عن طريق نشر المعلومات الصحيحة.
وأكدت السيدة أودري أزولاي أن “أي تهديد أو اعتداء يمس بتنوع الصحافة وحريتها، وأي تهديد أو اعتداء يمس بأمن الصحفيين وسلامتهم، يعنينا جميعا، إذ نعيش معا في عالم مترابط ترابطا كبيرا كما تبين الأزمة الراهنة”، داعية، في هذا الصدد، المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود المبذولة في حماية الصحفيين وحرية الصحافة.
يذكر أنه قد تم اختيار الثالث من مايو لإحياء ذكرى اعتماد (إعلان ويندهوك) التاريخي، خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة نظمته اليونسكو وعقد بناميبيا في ثالث مايو 1991.
وينص هذا الإعلان على أنه “لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا”.