بعد احتفاء دار النهضة العربية بتوقيع كتاب “سيرة فبراير .. تجربة شخصية” للكاتب إدريس المسماري في معرض بيروت الدولي للكتاب؛ عقدت ندوة حوارية يوم السبت ضمن ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة هذه الرواية.

أدار الندوة نائب مجلس إدارة جريدة الاهرام خالد زغلول بحضور كل من الكاتب أمين مازن، والكاتب عمر أبو القاسم الككلي، والشاعر عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد.

افتتح الندوة الصحفي خالد زغلول بتقديم الكاتب والكتاب حيث قال: “هو أحد مناضلي ثورة فبراير والكتاب تجربة خاصة جدا، وهي تجربة تستحق القراءة والتمعن، وأنصح الجميع بقراءة الكتاب”. وأعطى الكلمة للكاتب لعرض كتابه والذي شكر بدوره في كلمته السادة شعبان يوسف وأحمد مجاهد، وخص الهيئة العامة للكتاب بمصر بالتحية لإتاحتها هذه الندوات الفكرية، ثم تحدث عن الظروف التي رافقت كتابة القصة قائلا: “أسميتها سيرة فبراير، وهي رؤية شخصية لتجربة محدودة خلال ستة أشهر، جزء منها تتعلق بـ 17 فبراير، والجزء الآخر يتعلق بتجربتي الشخصية من خلال العمل الثقافي والسياسي في ليبيا خلال حكم النظام السابق، وبدأت حكاية الكتاب بعد هروبي من طرابلس إلى تونس، حيث التقيت ببعض الشباب الليبي في جربة، وكانت الثورة في أوجها، وبدأت أحكي لهم عما حدث لي، وتكررت الأحاديث، فجاءتني اقتراحات بتدوين التجربة، وقد كانت لي محاولة روائية قبل التحرير، ولم أوثقها أو أفرزها بالكامل، وتصادف أني تعرضت لحادث اضطرني لإجراء عملية في تونس، مما دفعني للكتابة من جديد”. ثم حكى المسماري كيف كان مختبئا في جنزور عند صديقه نوري عبدالدائم، والذي أحضر جهاز تسجيل، وساعده ليقوم فيه بتدوين ما تعرض له منذ مظاهرة 15 فبراير، ومحاولات تصفيته جسديا، والاعتداء عليه وعلى أسرته، وحمله لسجن أبوسليم، ثم استطرد: “جاءت فكرة التسجيل حتى لا أحرف الكلام، ولا أجعل من نفسي بطلا أسطوريا، وتسجيلي للتجربة هو ذاكرة تتناول هذه السيرة في صورة ذاتية بدون أن أؤذي أحدا”.

ثم تحدث الكاتب أمين مازن حديثا مطولا عن الكتاب، مما جاء فيه: “كان لا بد لشخص مثل المسماري أن يبادر بتوثيق تلك المرحلة من الثورة، لأنه راهن على حدوثها، ومعظم السير السابقة لثورة 17 فبراير كانت تؤرخ للحلم، بينما الكتابة في سيرة فبراير توحد الحلم بخروج الجماهير والأساليب الوحشية التي كان يمارسها القذافي، فما بين الثورة والرجاء ولدت سيرة فبراير، ولعل الكاتب أراد قبلا أن يكتب رواية ثورية فوجد نفسه في رواية واقعية، وبقدر من الموضوعية وتجلياتها”. كذلك أشار إلى أن في الكتاب نوع من المصالحة وتقبل الآخر، وأشاد بدور المسماري في محاولاته للإصلاح من خلال شركة ليبيا الغد، وكتاباته في صحيفة أويا”.

أما الكاتب عمر الككلي فتحدث عن “أن معظم الكتب بعد سقوط نظام القذافي توزعت بين رواية المنفى، وهو نوع جديد من الكتابة الأدبية، وكتابات تناولت السجون والممارسات التي كان يمارسها النظام السابق على المساجين، وكتب تناولت مرحلة ثورة 17 فبراير، وهذا الكتاب يمكن أن يشكل فصلا من السيرة الذاتية، تتعلق بسيرة فبراير، وشخصيا عندما أجد كتاب سيرة ذاتية أضع في مخيلتي أن هناك عدم دقة في السرد وتحامل شخصي”. وقد أثارت ورقة العمل التي أعدها الكاتب عمر الككلي دموع المسماري، عندما استعان بنصوص من قصته تناولت لحظات الخوف والرعب التي عاشتها عائلته وابنته عند اقتحام الاستخبارات منزله.

ثم فتح الباب للأسئلة من قبل الحضور، حيث توجه موقع وزارة الثقافة والمجتمع المدني بهذه الأسئلة إلى الكاتب:

* إذا رجع بك الزمن للوراء ما الذي كنت ستغيره من مواقفك، وخاصة تجاه ثورة 17 فبراير؟
– لن أغير شيئا. أنا أمتلك قناعة كاملة بأن الثورة ما كانت لتحدث إلا هكذا، وهكذا نجحت، ونرجو من الله أن يحفظ البلاد.

* تداخلت الثقافة بالسياسة، واليوم تحدثت عن موضوع التسامح والتصالح، قبل قليل كان لنا لقاء مع وزير الثقافة السابق علي الشاعري، حيث دعا إلى المصالحة ولم الشمل، ولكنه قال وبإصرار إن ليبيا ضاعت، وإن المصارف التي تركها القذافي ممتلئة أصبحت فارغة، كيف سيكون اتجاه الحوار مع قناعة كتلك؟
– سأتحدث بصفة عامة. الحوار والصلح قانونا وشرعا يأتي مع من يمد يده نادما، أو من لم يرتكب جرائم بحق الشعب، ووقف مع نظام فاسد أهلك البلاد والعباد، على هؤلاء أن يندموا على فعلهم لا أن يتمادوا في عنادهم.