(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- في أطار اهتمامها بالفن المسرحي نظمت وزارة الثقافة والمجتمع المدني يوم الاثنين 1يوليو 2013، ورشة عمل حول تطوير وتحديث المسرح الوطني، وذلك بالمعهد العالي لتقنيات الفنون الكائن بزاوية الدهماني.

 

حضر الورشة وكيل وزارة الثقافة لشؤون الفنون السيد عبد الرزاق العبارة، ونخبة من أبرز الفنانين المسرحيين بليبيا، وتهدف فعالياتها إلى وضع أسس النهوض  بالمجال المسرحي الليبي عن طريق تناول الوضع الحالي للمسارح الليبية ووضع الفرق الأهلية ومسرح الطفل كما تناولت تطوير وتحديث المسرح الليبي.

وحول فعاليات هذه الورشة وما تطمح إلى تحقيقه قال وكيل وزارة الثقافة السيد عبد الرزاق العبارة في تصريح خاص لفريق الموقع: “هذه الورشة تجمع المثقفين من جميع أنحاء ليبيا لنقوم بترتيب أنفسنا من الداخل وكذلك أولوياتنا بحيث نخرج في النهاية باتجاه واحد للمسرح في ليبيا، وهذه هي الخطوة الأولى وسنتجه بعدها إلى الفنون التشكيلية ثم الموسيقى ثم السينما والتلفزيون والفنون الشعبية وسنتناول كل شريحة لوحدها فلكل شريحة خصائصها، ولها مختصون كل في مجاله”.

وعن تقييمه لوضع المسارح في ليبيا قال: “الوزارة ليست راضية عن وضع المسارح الليبية، فالمسارح هي مجال للحراك السياسي والثقافي، وعلينا أن نضع خارطة طريق لمجال المسرح في ليبيا ونفكر كيف نستفيد من خبراتنا وكيف يخرج المسرحيون للوجود، وكيف يكون وضعهم في الدستور”.

وأعزى العبارة أسباب تفكك الفرق المسرحية إلى عدم الاهتمام من المسؤولين على المسرح في ليبيا من الناحية الرسمية ومن ناحية أخرى من الفنانين أنفسهم لشيء من التقاعس، إضافة إلى أوضاع ليبيا الحالية، وعن مسرح الطفل شدد العبارة على ضرورة أن يعاد النظر فيه عن دراسة علمية ومنهجية وأن يكون لمسرح الطفل الأولوية في التطوير والاهتمام.

وفي سؤال عن دور المثقفين والأدباء في تأسيس الدولة ودعم مسيرتها قال الأديب عمر الككلي: ” المثقف بالدرجة الأولى هو مواطن، وبالتالي فإن دوره يشبه دور أي مواطن آخر، والمثقفون يقومون بما يستطيعون من خلال نشاطاتهم وحملاتهم في الصحف ومن خلال شاشات التلفزيون في البرامج الإذاعية، دائما يلام المثقف على عدم مشاركته ولا يوجد تحديد لنوع المشاركة المطلوبة، فالمثقف يشارك بالكلمة، واعتقد أن هذا السلاح المستخدم وإن لم يكن فعالا ولا يعطي نتائج وقتية، ولكن المثقف بشكل عام لم يتأخر في معركته بسلاحه”.

وأضاف الككلي حول تحديث وتطوير المسارح: “هذه مسألة تحتاج إلى دراسات ومختصين ولا يمكن تحديثه  بهذه السرعة، ولكن خطوات البداية تتمثل في البنية التحتية للمسارح ودور السينما، وفي احترام الحريات العامة، وإتاحة فرص التعبير،  ووضع خطط من قبل الدولة كإدخال المسرح كمنهج في المدارس وإنشاء المعاهد المتخصصة”.

وتحدث المخرج المسرحي شرح البال عبد الهادي حول أسس ومعايير النهوض بالحركة المسرحية، قائلا: “لابد من إعادة النظر في الفرق المسرحية واعتماد معايير معينة عند اعتماد فرق جديدة، حيث أن الفِرَق  ما قبل 2011، كانت 72 فرقة لم تنتج إلا 10 أعمال مسرحية كحد أقصى، ولقلة تقديم الأعمال المسرحية أسباب تتلخص في عدم وجود مقرات للتدريب وإن وجدت فهي تفتقر للتجهيزات المناسبة، أيضا ومن ضمن الأسباب أن بعض الفرق يترأسها أشخاص ليس لهم علاقة بالحالة الإبداعية. وفي رأيي لو أن الدولة تريد مسرحا حقيقيا، لقامت باستجلاب مركبات جاهزة وبأسعار مناسبة لحل معضلة المقرات، حيث تجاوزت نسبة الفرق التي بدون مقرات 90%، كما يفترض أن تهتم الوزارة بالتدريب الحقيقي وإقامة ورش العمل والدورات الداخلية والخارجية، وفي عدة اجتماعات نوهنا كمسرحيين أننا لا نريد مهرجانات ولا مشاركات خارجية، نريد فقط خطة حقيقية لتنظيم مسرحنا من الداخل وبعدها سننطلق بقوة”.

وحول نتائج الورشة قال شرح البال: “بدعوة من وزارة الثقافة لعدد من المخرجين والمهتمين بالحركة المسرحية وضعنا تصورا كاملا عن المشاكل والطموحات والحلول ، وما على الوزارة إلا أن تدرس مقترحاتنا وتشرع في التنفيذ”.