بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أقام الاتحاد الليبي للأعمال الإنسانية والحقوقية، يوم الجمعة 29 مارس 2013، احتفالية بهذه المناسبة، بداخل أسوار سجن عين زارة

وذلك في سابقة من نوعها تهدف إلى إدخال البهجة والسرور على المساجين، وأسرهم، وتفتح فرصا للتواصل الإنساني بين الآباء وأطفالهم في هذه المناسبة.

حضر الاحتفال الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة والمجتمع المدني، السيد موسى حليم وكيل وزارة الثقافة، والسيدة هاجر القائدى عضو المؤتمر الوطني العام، والسيدة سحر بانون وكيل وزارة العدل، وممثلين عن كل من: وزارة الداخلية، ووزارة السياحة، ومجلس طرابلس المحلي، والاتحاد الأوربي، والمفوضية العليا للاجئين، والهلال الأحمر الليبي والدولي، وحشد كبير من الضيوف وعائلات السجناء.

افتتح برنامج الاحتفال ببعض الكلمات حول المناسبة، ومن أهمها كلمة الطفل ابن السجين، وأعلن خلال الحفل الإفراج عن بعض المساجين، وبعد استراحة للغداء وأداء صلاة الجمعة، تواصل البرنامج الذي استمر ليوم كامل، تخلله عديد من الأنشطة الثقافية والمسابقات، وفي ختام البرنامج قدمت شهادات التقدير للجهات المشاركة والتي كان لها الدور الفاعل في إحياء هذا الحفل.

وصرّح السيد وسيم عبد الوهاب الكبير، رئيس الاتحاد الليبي للأعمال الإنسانية، لفريق الموقع الالكتروني بوزارة الثقافة، أنه توقع مواجهة الكثير من المشاكل من وزارة الداخلية ووزارة العدل والشرطة القضائية، ولكنه وجد منهم كل التعاون، وقاموا بتسهيل الإجراءات لتنفيذ البرنامج الاحتفالي، وقال في معرض حديثه: “نحن الاتحاد الليبي للأعمال الإنسانية والحقوقية الذي ينضوي تحته أكثر من 100 جمعية، نوجه رسالة إلى العالم، فبالرغم من وجود بعض الانتهاكات والاختراقات الأمنية إلا أن الوضع ليس بالمأساوي فقد تمكننا من أن نحتفل في السجن وكانت السعادة تغمر أسر السجناء، وتم التنسيق مع إدارة السجن بالإفراج على مجموعة من السجناء بعد الإجراءات اللازمة، ونحن نطمح للتعاون مع إدارة السجن لصالح ليبيا المستقبل، وأيضا لا ننسي المسؤولين والقائمين على هذه الإدارة يجب الأخذ بعين الاعتبار أنهم يواجهون الخطر دائما، ويجب أن يكون هناك ضمانة لحقوقهم، كحمايتهم، وتحسين مرتباتهم”.

وقالت السيدة لمياء إبراهيم آغا رئيس اللجنة المنظمة للحفل: “الحفل هو رسالة من السجناء، بأن ثورة السابع عشر من فبراير هي ثورة رحيمة، وهذا الاحتفال بعيد الأم والطفل من داخل السجن، بحضور أهالي المساجين يوفر جوا أسريا برعاية الثوار الشرفاء”.

وأشارت السيدة سحر بانون وكيل وزارة العدل، إلى ضرورة أن يتفاعل السجين مع المجتمع، وقالت: ” لا يجب أن يحرم السجناء من حقوقهم، بل يجب مساعدتهم على ممارسة مهنهم وإعطائهم حقوقهم، فالطبيب يمارس مهنة الطب، والنجار يمارس مهنة النجارة، والطباخ يمارس مهنة الطبخ، ولتشجيعهم يتم إعطائهم مبالغ مالية نظير القيام بذلك، وأي أعياد قوميه سيتم الاحتفال بها داخل السجون بحضور عائلاتهم، ونحن دائما ندعم الفرص للذين يريدون لليبيا الخير والسلام”.

وعن دور المؤتمر الوطني العام وعلاقته بالمؤسسات الإصلاحية، قالت السيدة هاجر القائدي: “تم تشكيل لجنة رقابية لتفقد سجون طرابلس وأوضاعها الإنسانية، ويتم تسجيل تقارير عن السجناء وأوضاعهم من ناحية التغذية والصحة والشؤون الداخلية بالسجن، ومتابعة إلى أين وصلت وزارة العدل في محاكمتهم، ومتى يتم عرضهم على النيابة العامة، وهل النيابة العامة بدأت في استقبال ملفاتهم”.

وقالت ألقائدي أيضا: ” أنا كعضو في لجنة الإعلام والثقافة أدرك مدى اهتمام وزارة الثقافة بمشروع المصالحة والتسامح والعدالة الانتقالية، فهذا ما تحتاجه ليبيا، نحتاج إلى مهرجانات السلام والأعياد الدينية ومهرجانات تبني الأجيال الجديدة، ووزارة الثقافة والمجتمع المدني دائما حريصة على أن تشارك في برامج الأم والطفل التي من شأنها مساعدة الطفل والمرأة في تجاوز مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية، والمساهمة في الأنشطة والندوات العلمية والأدبية داخل السجون الليبية لنحقق العدالة والمساواة داخل المؤسسات الإصلاحية لنرتقي بها لان لها انعكاساتها داخل المجتمع والأفراد”.