سوسة/ معتز بن حميد/ تصوير/ طارق الهوني

افتتح مجلس الثقافة العام بإشراف وزارة الثقافة والمجتمع المدني الأحد الماضي صباحا نشاطه الثاني من مهرجان “مدائن الثقافة الليبية تعانق الحرية” بمدينة سوسة بالمركز الثقافي. وافتتحت فعاليات المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وسماع النشيد الوطني، ومن بعدها كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان ألقاها الأستاذ ناجي الحربي، ثم كلمة المجلس المحلي بسوسة لفتحي عبدالله، بعدها كلمة مجلس الثقافة العام ألقاها الأستاذ محمد إمحيا، وكلمة المجلس العسكري بالمدينة.

 

ـ افتتاح معارض الكتاب والفنون التشكيلية:

استهل المهرجان بافتتاح جملة من المعارض اختضنتها قاعات مركز سوسة الثقافي، وقام رئيس مجلس الثقافة صحبة الحاضرين بقص شريط الافتتاح مع الدكتور علي الشطشاط، ووقد كانت المعارض هي :”معرض كتاب ومعرض الصور الفوتوغرافية، ومعرض فنون تشكيلية”.. اشتمل معرض الكتاب اصدارات مجلس الثقافة العام التي بلغت حوالي 400 عنوان في شتى مجالات الأدب والثقافة والفنون لأجيال ليبية متعاقبة.

كما ازدان معرض الصور بلقطات فريدة رصدتها ووثقتها عدسات المصورين الليبيين الذين كانوا شهود عيان، بل مقاتلون حقيقيون في ساحات القتال :”طارق الهوني وفاتح مناع، ومحمد الرياني، ومحمد الشيخي، وعصام الفيتوري”… أما معرض الفن التشكيلي فقد شكل قصة لونية مبهرة رسمت تفاصيلها أنامل فنانين ليبيين مبدعين، وكانت مفاجاة المعرض لوحات تشكيلية بديعة في فكرتها وتكوينها وألوانها وظلالها لشباب من سوسة حديثي الدخول في الحراك النشاط التشكيلي الليبي.

ـ الترجمة المعاصرة.. تواصل و تفاعل:

انطلقت بعد الاستراحة ندوة “الترجمة تواصل و تفاعل” بمشاركة عدد من المهتمين بموضوعة الترجمة وهم: “د.علي الشطشاط أ.بلعيد الساحلي أ.سعاد خليل”. تناول المحاضرون جملة من القضايا ذات العلاقة بإشكاليات الترجمة،ومنها.علاقة المترجم بالنص وحدود التصرف في النص.و الترجمة و الغزو الثقافي و الرقابة على الترجمة و تأصيل الترجمة العربية. وقد أثريت الندوة بمداخلات الحضور .

وقد أثرت المداخلات التي قدمها الحاضرون موضوعة الترجمة من خلال أفكار قيمة تبين ماهية الترجمة واستحقاقاتها وما الذي يجب أن يترجم.. ونقد مناهج الترجمة العربية السائدة ومحاولة رسم ملامح لمشروع وطني للترجمة يتبناها مجلس الثقافة العام.

ـ دور الإذاعات المحلية في ثورة 17 فبراير.. إذاعة البيضاء نموذجا:

انطلقت عند الساعة السادسة من مساء اليوم ذاته فعاليات حلقة نقاش الإعلاميين حول دور الإذاعات المحلية في ثورة 17 فبراير وكانت إذاعة صوت ليبيا بمدينة البيضاء نموذجا.

شارك في الندوة الإعلاميون الين التحقوا بالإذاعات منذ الساعات الأولى للثورة المباركة، وهم الأساتذة “سعد الحمري، محمد أمطلل، أحمد المسماري”.. وقد تحدث المشاركون في حلقة النقاش على تفاصيل الأيام الأولى للثورة والأحداث التي تعرضوا لها وطبيعة الخطاب الذي كانوا يوجهونه والمخاطر التي حاقت بهم. أدار الندوة الأستاذ الناجي الحربي، بعد ذلك افتتح باب النقاش حيث قدم الحاضرون عددا من المداخلات التي تناولت مسيرة إذاعة البيضاء ودورها الإعلامي النضالي في الثورة منذ تفجرها، إلى جانب التناول بالنقد البناء للأداء المهني للإذاعة خلال تلك الفترة الحاسمة في تاريخ الشعب الليبي العظيم.

وفي ختام الندوة تم تكريم كلا من “الأستاذ سعد الحمري، والأستاذ محمد أمطلل، والأستاذ أحمد المسماري” من قبل اللجنة التحضيرية للمهرجان.

ـ الشعر الغنائي وتجربة جديدة لشباب سوسة:

وفي المساء كان موعدا مع الأمسية الشعرية لشعر الغنائي، بحضور الشعراء: “يوسف بن صريتي، هليل البيجو، أحمد بللو، عبدالله حدوث” وبحضور نخبة من شباب سوسة الذين عكست تجاربهم اليانعة إبداعات الجبل الأخضر الأشم، وقد تميزت مشاركتهم بإحياء روح الشعر الغنائي الليبي، بعدما منعوا من الغوص في الحركة الشعرية لليبيا إبان العصر المظلم السابق عهد الطاغية.. وتم تكريم الشاعر الغنائي يوسف بن صريتي، وتكريم الراحل فرج الرويعي بمركز سوسة الثقافي.