بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نترحم على شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا على بلادنا الحبيبة ليبيا، ونتمنى الشفاء العاجل لجرحنا البواسل، كما نشد على أيادي إبطالنا المرابطين في الجبهات، ونسأل الله أن يعجل بالنصر القريب.

اسمحوا لي اليوم أن أختلس من وقتكم المثقل بالمعاناة اليومية من آثار العدوان سويعات لنحتفي برمز الثقافة و عنوانها الأبرز ألا وهو الكتاب.
فلا شي يُسعدني أخي الكاتب و القارئ كأن أكون بينكم اليوم.. شاكرا لكم تشريفكم لهذا الاحتفال الرمزي.. و داعما و مشجعا لكم رغم الظروف التي نعرفها جميعا.. و أقول لكم إن هذا اليوم، وهو السابع عشر من يوليو حريٌّ به أن يكون يومكم.. تحتفون فيه بالكتاب و مايرمز إليه من ثقافة و إبداع و سلام و محبة.. ونحن عاقدون العزم، بعونه تعالى، على المضي قدما في جعله يوما وطنيا للكتاب.
ضيوفنا الكرام.. إن لقاءنا اليوم هو احتفاء بباكورة حملتنا لطباعة و نشر الكتاب الوطني في مختلف ميادين المعرفة.. فقد تم بحمد الله و توفيقه إصدار الجزء الأول منها وهو 67 كتابا.. منها 30 كتاباً في الثقافة العامة.. و 9 في التاريخ.. و7 في الشعر.. و26 في القصة و الرواية و المسرح.. سيعقبها إنشاء الله تعالى بقيتها و هي 300 عنوان لعام 2019.. و قد حرصنا فيها على تنوع المواضيع معرفيا.. وعلى توزيع أسماء المؤلفين على كل خارطة ليبيا دون استثناء .. و على دعم المرأة و تشجيع الكتّاب الجدد.

و لعله لا ويفوتني أن أعلمكم بأن الهيئة العامة للثقافة ستشرع في رقمنة الكتاب الوطني و إصدار نسخ إلكترونية من إصداراتها و أرشفة السابق منها.. و هي بإذن الله تعالى أولى خطواتنا القادمة.. فنحن و بعون الله تعالى.. و بجهود المخلصين منكم، ماضون في طريق دعم الثقافة و نشر السلام و تقوية اللحمة الوطنية.. لا يثنينا عن عزمنا.. قلة الموارد أو كيد المعتدين.

السيدات والسادة
تعرفون جميعاً ما تمر به عاصمتنا من عدوان وهو ما يفرض علينا جميعاً أن نتسلح بالوعي والإيمان والإرادة الوطنية من أجل حرية ووحدة وسيادة ليبيا.
وأن نتعاون جميعاً لوقف العدوان الذي تتعرض له عاصمتنا بما يُسهم باستعادة لُحمتنا وإشاعة الأمن والسلم في بلادنا وتحقيق المصالحة الوطنية وأن نضع نُصب أعيننا مصلحة بلادنا وخاصة الأجيال القادمة وأن يُسهم جميع الليبيين بأفكارهم فالثقافة هي أحد الجسور الهامة لكي نعبر إلى المستقبل .
أُحييكم مرة أخرى وأشكركم مُتمنياً لكم ولشعبنا الليبي الكريم كل خير وتقدم.

والسلام عليكم و رحمه الله تعالى وبركاته