السيد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السادة الضيوف السادة المنظمون والمشرفون والمشاركون في هذا المهرجان السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني في حفل افتتاح مهرجان تريبولس للتراث والفنون أن أحييكم وأن أرحب بكم وأن أعبر
عن سعادتي بوجودي معكم تكريما وتشجيعا ودعما لمثل هذه المناشط والفاعليات التي تعكس أصالة وعظمة وروعة شعبنا وتاريخه المشرق والمضيء هذا المهرجان الذي يستحضر كل القيم الجميلة التي عاشها إباؤنا وأجدادنا وأسلافنا عبر التاريخ، هذا المهرجان اكبر من أن يكون مجرد فضاء للمعارض والفنون والتراث والمقتنيات والتاريخ. هذا المهرجان يبعث فينا الأمل لأنه يقدم لنا دروسا عميقة ومستفادة كيف استطاع الليبيون أن يعاركوا الحياة وينتصروا فيها ويتغلبوا على الظروف الصعبة والمحن المؤلمة ويجعلوا منها فرصا لتحقيق الأفضل والأجمل.
ان الهيئة العامة للثقافة التي ترعى هذا الحدث تؤمن يقينا أن الشعوب التي لا تملك تاريخا عريقا من التجارب وأنماط الحياة وأساليب التفكير في مواجهة المصاعب والعقبات هي أمم فقيرة ليس لها جذور عميقة في عمر الحضارة وتفتقد للزاد الذي يعينها على مواجهة استحقاقات المستقبل، وان الهيئة ستستمر في إبراز ودعم كل الوجوه المضيئة لثقافة شعبنا الأصيل الذي يضرب جذوره في عمق التاريخ لأنها الثروة الحقيقية التي لا تنضب، وسوف نستمر جيلا بعد جيل نذكر تاريخنا وأصالتنا وعراقتنا بكل الحب والخير والوفاء.
لذلك نقف اليوم وراء مثل هذا النشاط وغيره من الأنشطة والبرامج لكي نثبت للعالم ولأنفسنا أننا امة قد تضعف وقد تمرض لكنها لا تموت، لان تاريخنا يشهد بذلك ولان انجازات أسلافنا تشهد بذلك ولان الظروف الصعبة والشاقة والكئيبة التي واجهها الليبيون عبر تاريخهم الطويل كانت اكبر وأقسى من الظروف التي نعيشها اليوم ولقد انتصروا عليها… وهذا ما يمنحنا الثقة في أنفسنا اليوم أننا سوف ننجح في اختبارات وامتحانات الحياة اليوم.
أيها السادة أيتها السيدات
هذا ميراثنا وهذه ثقافتنا وهذا تراثنا وهذا تاريخنا مازال يعيش بيننا اليوم، وإذا كان العالم اليوم تحول إلى قرية كونية صغيرة تذوب فيه الفوارق والخصائص بين الأمم والشعوب والجماعات إلا أننا مازلنا نحتفظ بهذه الروح الجميلة التي تسكننا منذ الآلاف السنين وسنظل نعشقها ونلوذ بها ونستمد منها الزاد واليقين حتى ونحن في قمة انفتاحنا على ثقافات وحضارات الآخرين.
أيها الحضور الكريم اسمحوا لي في هذه الأمسية الخريفية الجميلة أن أجدد التحية لمنظمة مَلَكَة فكر للإبداع والإحصائيات على هذه المبادرة بتنظيم هذا الحدث الذي يمثل العراقة والأصالة من خلال العاصمة طرابلس التي تجمع حولها كل المدن الليبية في عقد فريد يزداد مع السنين تألقا وجمالا.
أحييكم وأشكركم على حسن الاستماع واعتذر عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 تعليق