بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين
يقول الله تعالى في كتابه الكريم
{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * صدق الله العظيم
أيها السادة الحضور..
نرحب بكم اليوم، لحضوركم هذه الندوة شاكرين حسن تعاونكم في إنجاحها.
أيها الأعزاء ..
لقد أصبح من الواضح اليوم، أن الخطاب الإعلامي في ليبيا، قد صار مزدحماً بأساليب حادت عن المهنية، واتصفت بالأنانية، والتسلط الفكري، والإقصاء ، أساليب ساهمت في اقتياد البلاد إلى طريق يكاد أن يكون مسدوداً.
ولم يعد استمرار خطابنا الإعلامي بشكله الحالي، يقدم شيئا للوضع الراهن، غير المساعدة في إعادة إنتاج الفوضى السياسية، وتأزيم المشهد ، واستنزاف الروح المعنوية للمواطن، بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها قلة قليلة من المثقفين والصحفيين والإعلاميين ممن خبروا المجال الإعلامي، وتشربوا قواعده وأصوله، في سعيهم من أجل استمرار الاعلام في ادائه لرسالته في رقي واحترام وانضباط.
أصبح اليوم خطابنا الإعلامي، أشبه بإعلام الحروب، بمصطلحاته التحريضية، والتخوينية، والانتقامية، والتي تشيع الرعب بين الناس، وتفقدهم الأمل في الإستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.
ان عملية تصويب خطابنا الإعلامي تحتاج إلى التزامنا بالابتعاد عن مصطلحات وجمل كثيرة، تداولناها في زحمة الأخبار والتحليلات ولم نعي خطورتها، مصطلحات أقامت بيننا حدودا وهمية، وقسمتنا إلى شرق وغرب وجنوب، والى جهويات وقبائل، نحتاج اليوم إلى معادلةِ إعلامية جديدة تقوم على وحدة المصير، والتاريخ، والمستقبل وتحافظ علينا كشعب واحد.
ايها السيدات والسادة
تأتي ندوتنا هذه … لتسليط الضوء على هذه القضية، والتي لن نكتفي فيها بالتحذير من هذا الانفلات الإعلامي الخطير، الذي ينهش جسدنا السياسي والاجتماعي كل يوم، ولكن نتمنى أن نتفق فيها على كيفية مواجهته بخطط موضوعية، وبرامج عملية، مستفيدين من حضور نخب سياسية وثقافية وإعلامية وطنية، تساهم معنا بالرأي والتوجيه، وتوحيد الإعلاميين والمثقفين الوطنيين للوقوف صفا واحدا، وصولا الى ميثاق شرف، يضبط التناول الإعلامي للشأن العام، ويعزز روح المحبة والإخاء بين أبناء الأمة الليبية، ويرعى الالتزام بأخلاقيات المجتمع، واحترام مشاعره وثوابته.
شكرا لكم مرة أخرى على حضوركم الطيب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.