بيان وزارة الثقافة والمجتمع المدني ـ ليبيا – حول ظاهرة نبش القبور وهدم المعالم الثقافية وفرض المعتقدات الشخصية الخلافية بالقوة ..

إن النصر الذي حققته ثورة 17 من فبراير كان نصرا مؤزرا من عند الله تعالى مباركا من لدنه محفوفا بملائكته ، ومن اليقين إن الثورة التي يرعاها الله عز وجل تتبع شرع الله تعالى وتلتزم أوامره وتجتنب نواهيه وتدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، إلا أن ماشهدته البلاد في الأيام الماضية من أحداث مؤسفة بالتعدي الصارخ غير الشرعي المستقوي بقوة السلاح على أضرحة الموتى وقبورهم ونبشها وإضرام النار فيها والعبث بالموروثات الثقافية وإتلافها وحرقها، قد مثل انحرافا عن قيم الثورة ومبادئها ومرتكازتها ومناهلها وأساء إلى سلميتها وطهارتها .

 ان هذا يجرنا إلى ممارسات الظلم والطغيان في ظلمة الطاغية حيث كانت طغمة الشر ترتكب الجرائم ذاتها مما كان في صدارة الأسباب التي فجرت بركان الشعب الليبي في السابع عشر من فبراير ليقضي الليبيون إلى الأبد على كل جرائم الظلم والتدمير الثقافي الممنهج .

ان الديمقراطية الحقيقية التي شرع الشعب الليبي يؤثث لها تكفل لكل شخص او طائفة او مجموعة أن يمارس معتقداته وفق أدبيات المجتمع ومكوناته الأصيلة وشريعته السمحاء.

وفي الوقت نفسه يرفض الليبيون وهم يتطلعون إلى بناء دولتهم الجديدة أن تستقوي أي جهة بما امتلكت من سلاح وتسول لها نفسها التعدي على حرمة الأموات ونبش القبور وحرق مكوناتها الثقافية في تصرفات فردية غير مسئولة .

إن وزارة الثقافة والمجتمع المدني ترفض كل أشكال الفوضى والتسلط وتدعوا إلى لغة الحوار البناء وسيلة وحيدة للوصول ببلادنا إلى حيث نحب ونرضى .