في محاولة جادة منها للمشاركة بشكل متميز وفعال في الدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 سعت الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق
الوطني وفي متسع من الوقت إلى إعداد برنامج ثقافي وفكري وفني يكون ضمن الفاعليات الثقافية المتنوعة في البرنامج العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يؤمه الملايين من الزوّار وتشارك فيه المئات من الدول والألآف من دور النشر والقامات الفكرية والثقافية والفنية عربيا وعالميا. ولقد نجحت اللجنة المنظمة المكلفة من طرف الهيئة العامة للثقافة بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب في إعداد واعتماد برنامج ومشاركة ليبية متميزة تنوعت بين الندوات الفكرية والموائد الثقافية المستديرة والمحاضرات والأمسيات الشعرية وعروض فنية مسرحية وعروض لفرق الفنون الشعبية الليبية فضلا عن الأجنحة الليبية التي ستعرض ما أنتجه الأدباء والكتاب الليبيون من إصدارات في مختلف التخصصات.
ومن أجل أن تكون ليبيا حاضرة بقوة في هذه التظاهرة الثقافية العالمية فقد حرصت الهيئة العامة للثقافة أن يكون تمثيل ليبيا متنوعا وشاملا لعدد كبير من الأدباء والمثقفين الليبيين من شرق وغرب ووسط وجنوب البلاد دون استثناء أو إقصاء أو تهميش في لوحة وطنية متكاملة تعبر عن الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية ولم شمل الليبيين وإعلاء كلمة الوطن ومصلحته على ما عداها من شعارات تتلون بأطياف ضيقة ومحدودة.
غير أنه وبعد تلك كل الجهود المضنية التي استغرقتها عمليات الإعداد والتنظيم، وبعد الوعود من طرف وزارة المالية بحكومة الوفاق الوطني بتوفير التغطية المالية اللازمة للمشاركة في فاعليات هذا المعرض، وبعد توجيه الدعوات للمثقفين والكتاب والأدباء والفنانين والإعلاميين والصحفيين الليبيين المستهدفين بالمشاركة في هذه الفاعليات وإصدار القرارات الخاصة بمشاركتهم فوجئت الهيئة العامة للثقافة بتنصل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من توفير التغطية المالية اللازمة لهذه المشاركة ما يهدد بإلغاء كل الترتيبات التي تم اتخاذها بالخصوص، ورغم كل الجهود التي بذلت مع المجلس الرئاسي من اجل تبيان أهمية المشاركة وأبعادها الثقافية والفكرية والوطنية وضرورة دعمها وتشجيعها إلا أن كل تلك الجهود باءت بالفشل وذهبت أدراج الرياح.
وإذ تشعر الهيئة العامة للثقافة بعميق الأسف لهذه النتيجة السلبية التي انتهت إليها المشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ما حرم أدباؤنا وكتابنا وفنانينا واعلاميينا فرصة اللقاء والحوار مع بعضهم ومع الآخرين، وعرض أفكارهم وانتاجاتهم، فإنها توجه اعتذارها الشديد لكل الأدباء والكتاب والمثقفين والفنانين والإعلاميين والصحفيين الليبيين داخل ربوع الوطن في غربه وشرقه ووسطه وجنوبه خاصة من تم توجيه الدعوات إليهم للمشاركة في هذه التظاهرة الدولية.
وان الهيئة العامة للثقافة تؤكد أنها ستضطلع بمسئوليتها وتعهداتها التي تحملتها في إعلان مشاركتها بالدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وستشارك بوفد محدود من الداخل مستعينا بالفاعليات الفكرية والثقافية والأدبية الليبية التي تتواجد خارج ليبيا وفي جمهورية مصر العربية تحديدا من أجل ملأ الفراغ الناجم عن هذا التغييب، حتى لا تمسي ليبيا نسيا منسيا، وحتى تظل راية ليبيا خفاقة عالية تجمع كل الليبيين على كلمة سواء.
————-
2018/1/24
0 تعليق