——————–
بهجة وفرحة بثورة شعب نادى بدولة مدنية ديمقراطية، قوامها العدل والمساواة، من مهامها إقرار دستور مدني معتدل، وهدفها السعادة المشتركة لكل أفراد المجتمع، وحرية تعبيرية مكفولة لكل فرد في حدود القانون والعرف.
إشراق لثورة عظيمة وظفر لشعب عاش مكبلاً لفترات طوال من التاريخ، فانتفض ذات فجر وعلت صيحته السماء فعرض نفسه للرصاص كي تغدو الثورة واقعاً حياً.
ومضت تسع سنوات وشهدت أرضنا الطيبة في السنين الأخيرة حوادث جسيمة حاولت كلها أن تجهض أهداف الثورة ولكن اندفاع الثوار وإيمانهم بقضيتهم كان يحول دون تحقيق ذلك.
يتزامن هذا الاحتفال البهيج بالعدوانَ الذي تشنه مليشيات مجرم الحرب حفتر على العاصمة والمدن المحيطةِ بها وقصف المدنيين الآمنين بالطيران والمدفعية الثقيلة، بدعم إقليمي ودولي بالسلاح والمرتزقة، ومحاولاتِه المستمرةَ لتقويض المسار الديمقراطي وهدمِ أركانِ الدولة المدنية، وإعادة الحكم العسكري الشمولي للبلاد، مليشيات تشدّدت وتصلبت وتطرّفت، فخرجت عن ميثاق الأمة، وعن منهاج بني وطنها، واتخذت من القتل وسيلة لتحقيق أغراضها، فلم يكن بعد هذا إلاّ خيار المواجهة “فقاتلوا التّي تبغي حتى تفيءإلى أمر الله” وأمر الله هو القِسْط.. هو العدل.. هو المحبّة.. هو التّضامن والتعاون.. هو الأمر بالمعروف..
نشيد بدور حكومة الوفاق الوطني في التصدّي للعدوان البربري على عاصمتنا الحبيبة، ونثمن بطولاتِ الجيش الليبيِ والقواتِ المساندة له في رباطهم بجبَهاتِ القتال، ودحرهِم للميليشياتِ الغازيَة، إننا نحزن ونتألم لكل قطرة دم تراق على تراب وطننا الغالي من رجال بذلوا النفس والنفيس، أدوا الأمانة لتحقيق الأمن والأمان والطمأنينة، ودولة القانون وبناء الوطن في ظل رخاء ورفاه وازدهار، فالإكبار والتبجيل والتوقير والتكريم لكل شهيد من رجالاتنا كسى بدمه الطاهر تراب أرضنا الطيبة، فاعتلى موكب الخلود
إن الهيئة العامة للثقافة تهنئ الشعب الليبي العظيم في مثل هذا اليوم وتؤكد أن الثورة مستمرة في دك أوكار الفساد وتعلن أن ما يحدث من عدوان غاشم على العاصمة طرابلس من قبل مجرم الحرب حفتر وميليشياته الإجرامية سينقشع قريباً وأن بناء ليبيا وطناً يسوده الرفاه والازدهار هو سبيل الثورة فالبناء يحتاج إلي سواعد فتيه ورؤية وطنية ونظرة شاملة للأمور
إن الهيئة العامة للثقافة ستعمل خلال هذا العام 2020 م. لإقامة مصالحة وحوار في الداخل والخارج مدعو إليها الأدباء والكتاب والفنانون والإعلاميون داخل الوطن وخارجه بهدف تحقيق التواصل والالتحام، والعمل المشترك البناء ونبذ الفرقة والخلاف مؤكدين أن الوطن للجميع ولن تبنى ليبيا إلا بسواعد الجميع، فالجميع مبجلون في أرضهم وبين أهلهم.

حفظ الله ليبيا – المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار