في سابقة لم تشهد لها المدينة الرياضية غريان مثيل ، اكتظت يوم السبت 25 مارس 2017 مدرجات وملعب كرة القدم بجماهير غفيرة توافدوا عليها شيبا وشبابا فرادى وجماعات من مختلف أطياف المجتمع والمدن المجاورة لغريان , فكانوا على موعد لم تألفه مدينة غريان , موعد مع الحب والفرح , موعد مع البسمة والأمل , موعد مع العطاء الممزوج بالإبداع .

كريستيانو رونالدوا ليس المعني بالأمر ولا ليونيل ميسي , فريق الميلان في بلاد الطليان , وأطفال غريان هم صانعوا الحدث وأبطاله . الهيئة العامة للثقافة غريان جمعتهم واحتضنتهم كاحتضان أم حنون لأبنائها , تجمهروا في بستان المدينة الرياضية غريان فتفتحت أزهارا جميلة فاح شذى عطر إبداعها ملامسا السماء بعد أن عانقت أزهار الثقافة الإبداع . أطلق مكتب الهيئة العامة للثقافة غريان مشروع الفرح لأطفال البلدية في طريق معبد بالأمل , ووضع في الشارع الرئيسي الذي رست على ناصيتيه مئات المركبات الآلية , وضعت إشارة قف أعمال فرح طفولة جارية أمامك فأكبح جماحك تمهل وأمهلهم الوقت ليحلقوا بأحلامهم في السماء , في الظهيرة وفي المساء . أطفال غريان بعثوا برسالة للعالم أجمع مفادها نريد السلام وصدحت حناجرهم بأنغام شجية أرقص الأفئدة طربا. فعلى أوتار الفرح عزفت الفرقة الموسيقية لمدرسة خالد بن الوليد أكثر من سمفونية رائعة وتغنت بلابلها الفتية بانغام أبهرت الحضور . مدارس غريان تنافست فيما بينها عبر أطفالها في عروض رياضية تنوعت في فكرتها غير أن جميعها تبلورت وذابت في بؤرة واحدة جسدت حب الأطفال لوطنهم الحبيب . أطفال غريان كانوا بلون الحب وطعم الشهد وهو يمرحون زهوا في احتفاليتهم , والابتسامة مرسومة على محياهم يتنافسون بعفوية في منافسات ثقافية ورياضية وفنية بعثت الفرح في قلوبهم . الزي الشعبي كان حاضرا وبقوة ففرض نفسه على الجميع عبر به الأطفال عن اعتزازهم بموروثهم الثقافي والتعبير عن هويتهم . الرقصات الشعبية أضفت رونقا جميلا وزادت الاحتفالية بهاء على بهاء فأسرت أعين الحضور وأسرتهم بعروضها فتفاعلوا معها وألهبت أيديهم تصفيقا لها . المقتنيات التراثية نبشت ذاكرة الحضور معيدة ذكريات الأمس الجميل ومحفزة أطفال اليوم للمحافظة عليها والاعتزاز بها والمأكولات الشعبية فتحت شهية الحضور. في مدينة الكرم والأجواد امتطى طفل الثقافة صهوة الجواد ليقتفي أثر الأجداد معيدا ذكريات ملحمة الأبطال في معارك الجهاد . أيدي تخضبت بالحناء وعيون تكحلت بحب ليبيا والحلم كبر في عينيها لرؤية وطن خال من المحن والفتن والجراح والانطلاقة نحو براح تعلوه الزغاريد والأعراس والأفراح .
————————
2017/3/25