الفنان محمد نجم


 

 

المخرج والممثل والمغني المبدع محمد يونس نجم
ارتبط اسم الفنّان محمّد نجم بقصيدة: (ليبَيا يا نغماً فِي خاطري) وهُو الّذِي كان قد بدأ حياته فِي العمل الإذاعي ليس الغناء، وكان هُو أوَّل مخرج تلفزيوني ليبي. ولد الفنّان محمّد نجم فِي مدينة بّنْغازي عَام 1942م ودرس فِي مدارسها ثمّ التحق بالإذاعةِ فشارك فِي مسلسلات دراميّة مسموعة وفِي عدة برامج إذاعيّة، ودرس الإخراج التلفزيوني أيْضاً وبدأ مشواره الغنائي عَام 1960م. وقد كتب الفنّان التشكيلي الأستاذ فتحي العريبي (1942م-2015م) فِي مجلّة (كراسي) عَن سيرة فناننا الكبير فقال: “.. سافر الفنّان محمّد نجم فِي أواخر الستينيات إِلى بريطانيا لدراسة الإخراج التلفزي ومع افتتاح التلفزيون الِلّيبيّ عَام 1968م أعتبر أوَّل مخرج تلفزيوني ليبي فِي هذا المجال. وفِي عَام 1971م التحق بدورة متقدمة فِي الإخراج المرئي بالقاهرة لمدة سنتين وهُناك شارك كممثل فِي السهرة المرئيّة (الجراد) الّتي كتبها الدّكتور أحمَد الفقي وأخرجها المخرج المصري الشهير محَمّد فاضل كمَا شارك فيما بعْد فِي المسلسل اللبناني (الأمانة). وكان حاضراً بقوَّة فِي العديد مِن المسرحيات الِلّيبيّة الناجحة: مواكب الخير.. سيزيف والموت.. ثورة الزنج.. وغير ذلك مِن المسرحيات الجادة.

شارك فِي إخراج الفيلم العالمي: (عُمر المختار) ويعتز فناننا القدير بقيامه بمهمّة مساعد للمخرج مُصْطفى العقاد (1930م – 11 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2005م) فِي الفيلم المذكور بل أن العقاد ذاته كان لا يخفي إعجابه وتقديره لجهود نجم فِي هذا الفيلم العالمي..”.

وبالإضافةِ إِلى كونه فنّاناً مُبدعاً فهُو مهتم بالشأن الثقافي والعام ومرتبط بإحدى صالونات بّنْغازي الثقافيّة حيث إنّه مِن بين المجموعة الّتي كانت تلتقي فِي درة فوزي رجب بِن كاطو فِي زقاق بِن كاطو القريب مِن بحر الشّابي،ويُذكر أيْضاً أن الفنّان محَمّد نجم غنى فِي صيف عَام 1969م قصيدة (عهد اليسر) المعروفة باسم (فاخر بإدْريْس العظيم)، الّتي نظم كلماتها الشّاعر المصري: عزيز أباظة، ولحنها وغنّاها الفنّان المُوسيقار: محَمّد عبْدالوهاب فِي مايو/ أيار 1969م وسجلها مُصورة فِي استوديوهات الإذاعة المرئيّة الِلّيبيّة. أُعجب الفنّان محَمّد نجم بقصيدة عهد اليسر، فغنّاها فِي حفل شهير أقيم فِي صيف عَام 1969م على مسرح مدرسة بّنْغازي الثّانويّة للبنات، وقد تألق فِي أدائها لدرجة أن البعض قال أنه تفوق بإحساسه فِي الأداء على محَمّد عبدالوهاب.

وَفِي جانب ثانٍ، لم يُغَنِّ الفنّان محمّد نجم للانقلابين إسوة بكثير مِن زملائه الفنانين. وبعْد سبتمبر/ أيّلول 1969م ترك الغناء رافضاً تدخلات السّلطة فِي الفنّ وتحويله إِلى نفاق سياسي وتملق الحاكم. وكانت قصيدة (لا تعودي) للشّاعر والإذاعي المخضرم محَمّد المَهْدِي بوزريدة (1942م – 16 إبريل/ نيسان 2009م) آخر أعماله الفنيّة وقد لحنها الفنّان الرَّاحل علي أبوالسعيد وكان ذلك فِي عَام 1978م. وقد منعت السلطات إذاعة قصيدة (ليبَيا يا نغماً فِي خاطري) تحت الشّعار: (وطن عربي واحد) الّذِي رفعته آنئذ. تبنت المُعارضة الِلّيبيّة فِي الخارِجِ قصيدة (ليبَيا يا نغماً فِي خاطري) ونشرتها على نطاق واسع مِن خلال أشرطة الكاسيت وإذاعتها باستمرار فِي إذاعاتها