الفنان نوري كمال


 

 

اسمه الحقيقي خليفة الفرجاني المرغني، ولد في شارع ميزران سنة 1936 وكان كفيف البصر منذ الولادة إذ أصيب بداء الرمد الذي كان منتشرًا في ذلك الوقت، درس القرآن في كتّاب شارع ميزران ثم كان مؤذن جامع أحمد باشا لعدة سنوات، وما لبث أن انضم إلى فرق الموالد والمالوف، وكان أن تتلمذ على يدي الشيخ شاكر المرابط والشيخ حورية وغيرهما من رواد فن المالوف والموشحات الذي اشتهرت به مدينة طرابلس منذ نهاية القرن الثامن عشر.

الفضل الأول في تدعيم موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية يرجع لشقيقه الأكبر وهو الفنان محمد الفرجاني، وكونهما شقيقين فهو أمر لا يعرفه كثيرون، وكان الفنان محمد الفرجاني من الرواد الأوائل في قسم الموسيقى في طرابلس وأحد أهم الأسماء الموجودة على الساحة الفنية الطرابلسية حينها

أما الفنان نوري كمال فكان منجذبًا جدًا للفنان فريد الأطرش متأثرًا به صوتًا ولحنًا وغناءً، لهذا كان لكل من الأخوين لونه الخاص الذي تميز به وعُرف من خلاله، يذكره جيرانه وأصدقائه بالقول: «كان

حلو المعشر أحبه كل من عرفه سواء من طلبته أو من زملائه، يمتاز بروح النكتة و خفة الدم وروح الفكاهة، كما كان شديد الذكاء

حيث كان يسير على قدميه لوحده داخل أزقة المدينة القديمة وميزران على الرغم من فقدانه نعمة البصر، وكان يتعرف على أصدقائه بمجرد مصافحتهم، كلما يأتي ذكره يرددون قصصه، وكيف كان يقود الدراجة و يسبح بمهارة وهو الكفيف البصر».

جمال صوته ونقائه ومحبته للفن استرعى اهتمام الفنان المرحوم كاظم نديم الذي سمعه صدفة وما لبث أن تبناه فنيًا، وهو الذي أطلق عليه اسمه الفني نوري كمال

أول بدايته كانت في المجموعة الصوتية لفرقة الفنان فؤاد الكعبازي، عمل بعدها كمساعد للشيخ قنيص الذي كان يرأس فرقة المالوف في قسم الموسيقى، حيث استعان به لتدريب الفرقة بسبب معرفته بالمقامات الموسيقية

وفى في مدينة طرابلس مسقط رأسه في 23 أبريل 1993 عن عمر 57 عامًا،