وزيرة الثقافة تشارك في الجلسات النقاشية في فعاليات قمة الثقافة والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار
شاركت معالي وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية، الأستاذة مبروكة توغي، في فعاليات الدورة الاولى من قمة الثقافة والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار (CHANDI 2025) التي استضافتها مدينة بالي بجمهورية إندونيسيا، خلال الفترة من 3 إلى 5 من سبتمبر الجاري، تحت شعار «الثقافة من اجل المستقبل».
وخلال مشاركتها في جلستين حواريتين ضمن الجلسات النقاشية للقمة التي تناولت قضايا تتعلق بثقافة المستقبل من بينها التراث والهوية والابتكار، وقوة الثقافة في بناء الجسور بين الأمم وتعزيز الريادة الثقافية العالمية، واستعادة التاريخ، واستعادة العدالة والتعاون الدولي من أجل استعادة الممتلكات الثقافية، والمعرفة التقليدية والممارسات المحلية في بناء مجتمعات مرنة وشاملة في عالم ما بعد عام 2030، ومستقبل التراث الثقافي غير المادي، والتراث الرقمي والذكاء الاصطناعي من أجل الثقافة.
وفي جلسة مخصصة لمحور مستقبل التراث الثقافي غير المادي قدمت معالي الوزيرة كلمة اكدت فيها ان قمة الثقافة والتراث والدبلوماسية والابتكار توجه عالمي يعبر عن وعي انساني عالمي لمواجهة مختلف التحديات ومقاربه موضوعية لتوظيف الثقافة كعامل مشترك داخل المجتمعات وبينها على الصعيد العالمي
وأضافت ان حسن التحضير والتخطيط لهذه القمة جعلها حدث عالمي يستوجب الاهتمام والمتابعة معرفيا وفكريا لتكون الثقافة هذا المشترك الانساني إذا أحسن فهمه والتعامل معه في إطار موضوعات القمة وعبر الزمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا في إطار الحوار والتعارف بين الثقافات فان هذا تأكيد للوجهة الصحيحة بان الانسانية تعبد طريق المستقبل جماعيا من أجل العدل والامن والسلام والتقدم
وأشارت انه في هذا الإطار لابد ان هذه القمة وهذه الجهود الخيرة التي تنهمر من ربوع شعب إندونيسيا الذي يحتضن العالم بحثا وتأكيدا للدور الاساسي للثقافة في التنمية المستدامة تعزيزا للسلام وابتكار مستقبل انساني متقدم فان ذلك وفي إطار الموضوعات التي اطر بها المؤتمر من خلال كل تلك الاهداف وتفاصيلها العامة لتصل الى تحديد النتائج العلمية والعملية في ضوء الاهداف وبما من شانه ان يلهم مستقبل الانسانية
واضافت معالي الوزيرة ان الحديث عن مستقبل التراث الثقافي غير المادي يدخلنا عمليا في صياغة نتائج هذه القمة الهامة عن الموروث الثقافي غير المادي لنضمن ونطمئن ان تدفق نهر الثقافة عبر الزمن والاجيال لا فقط عن استمراريته بل عن سلامته وصلاحية سقي الحياة وانتاجها المفيد لصالح كل البشر
وأكدت ان نتائج هذه القمة الثقافية ينبغي ان تحدد مستقبل التراث غير المادي الذي يتوجب انتاجه وتوفيره رصيدا واملا للشعوب للتخلص من خلاله من تهديد التحديات الداخلية والخارجية الراهنة
وأضافت ان مستقبل التراث غير المادي يلزم ان تحدده مناقشاتنا من خلال رؤية تراكمات الماضي ونقدها مع ما أصبح عليه الحاضر وتناقضاته واستبطان المستقبل واماله ليس مجرد احلام بل صيغ عملية تم اختبارها وبلورتها عبر الماضي والحاضر واستشراف المستقبل بعلمية لتكون الثقافة غير المادية هي الاداة والوعاء المشترك لصياغة عالم العدل والسلام والتقدم في إطار ثقافي ديمقراطي مرن غير عنصري
واكدت ان ذلك يمكن تحقيقه إذا توفرت الاهداف التي حددها المؤتمر للتعامل مع الثقافة كأداة وجسر حضاري بين الشعوب بركنيها المادي وغير المادي
وفي ختام كلمتها اشارت معالي الوزيرة الى بعض عناصر الرؤية الموضوعية لتحقيق تلك الاهداف المرجوة في اهمية وضرورة احترام الانسان في كل زمان ومكان وفي اطار التكافؤ والمساواة، وفي اعتبار التعارف بين البشر طريق التواصل والتعاون وهو ما يفرض احترام حياة وثقافة كل الشعوب في اطار التعارف والحوار والتعاون وتجريم العدوان وتوظيف القوة، وخلق اطار التعاون والعمل المشترك لصالح البشرية من خلال الرؤبة المشتركة للعامل الثقافي كموحد لمصالح الانسانية ومقارباتها المستقبلية والذي سيقضي على الجهل والعنصرية والقوة والعدوان والطغيان، والمضي نحو مستقبل انساني مشترك عادل وسلمي على درب تركزه الثقافة الموحدة للبشرية.
وخلال جلسة الذكاء الاصطناعي من أجل الثقافة اكدت معالي الوزيرة أن استخدم الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي مفيد، مشيرة إلى ان العلم والتقنية والتقدم ضروري لتقدم البشرية لكنه يستوجب الحذر والانتباه ووضع الشروط والموانع التي تحول إيجابي إلى سلبي.
وأضافت أن الحديث عن المستقبل يتطلب وعيًا بتحديات الحاضر وتقلباته، في ضوء خبرات وتجارب الشعوب، مشددة على أن الثقافة هي أساس المعرفة، وجسر اللقاء بين الحضارات والأجيال، وأنه لا يمكن اعتبار كل قديم سيئًا أو كل جديد إيجابيًا، بل يجب أن يكون معيار المستقبل هو المعرفة والعلم والحوار والدراسة ومصلحة الإنسان.
وبذلك، نخلق أفقًا إيجابيًا لمواجهة تحديات الحاضر، وفتح أبواب المستقبل، بما يحقق الخير والعدل والأمن والسلام للبشرية جمعاء.
اترك تعليقاً