شاركت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، ممثلة بالدكتور خليفة الحامدي مدير مكتب الخبراء بالوزارة, في الدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية التي عقدت اليوم الثلاثاء 14 سبتمبر في إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي 2020-2022, عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد، تحت شعار “التواصل بين الحضارتين الصينية والعربية في سياق التشارك في بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية”. بمشاركة المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضية الشرق الأوسط، تشاي جيون، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، هيفاء أبو غزالة، ووفود من الدول العربية وخبراء من الجانبين العربي والصيني، لمناقشة عدد من المحاور المتعلقة بالدعوة للتضامن والتسامح واحترام الحضارة الفريدة لكل دولة ولنظامها الاجتماعي وتعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتعميق التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات ودفع التواصل الشعبي في إطار مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى اعتماد التقرير الختامي للندوة.

وخلال الندوة، حيا مدير مكتب الخبراء بوزارة الثقافة والتنمية المعرفية, الدكتور خليفة الحامدي، هذا الجهد التأصيلي للعلاقات الحضارية وتفعيلها في إطار نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة، متطلع إلى حوار معرفي مسؤول، يعتمد الحقائق ويستند إلى الوقائع ويستند إلى كل ما هو إيجابي يخدم العلاقات في إطار من التكافؤ واعتماد المعايير التي تستند إلى الحق والعدل، وخدمة الأمتين والإنسانية جمعاء، وأكد على أن هذه العلاقات قديمة ومتأصلة في التاريخ والجغرافيا، مما يذكر بأن العرب والصين كانا يعيشان مع شعوب أخرى في قارتي أفريقيا وأسيا .

وفي الختام أكد على أن التعاون وتبادل المصالح في إطار إيجابي يأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع، ويمكن للعرب والصينيين أن يصوغا معرفيا وفكريا من خلال حوارهما وتعاونهما بما من شأنه بناء الثقة وتحقيق المصلحة لهما ولجميع شعوب العالم، وأن يخلق بذلك بالعمل والتجربة واقعا جديدا ومثالا حيا للتعارف بين الأمم بما يكرس الخط الثالث للحضارة الإنسانية التي تبنى على أساس المشترك لخدمة الإنسان في كل مكان، وعلى أسس العدالة والسلام بما يضمن التقدم للجميع.

واتفق الحضور على ضرورة الالتزام بتكريس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك الذي تترابط فيه البشرية ترابطا وثيقا، ونبذ الجدل الأيديولوجي وتجاوز صراع الحضارات، واحترام مساعي كافة الدول والأمم لتوريث وتطوير حضاراتها واختيار طرقها التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، والسير على طريق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك

من الجدير بالذكر أن ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية تعقد كل سنتين، حيث تم عقد تسع دورات في الصين والدول العربية بالتناوب منذ عام 2005, لتؤكد على عمق الروابط الثقافية والحضارية الوثيقة بين الجانبين العربي والصيني على امتداد التاريخ.