بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله

الســــــــــادة معالي وزراء الثقافة العرب

السيّدات والسّادة، أعضاء وفود الدول العربية المشاركة في المؤتمر

أُنْسٌ وبهجة بملاقاتكم، وجذلٌ يَمَسُّ قلوبنا بهذا التآلف والتضافر لخدمة أمتنا في مجال من أهم حقول المعرفة الإنسانية، نسعى جميعاً لتأكيد ثقافة ذات أبعاد إنسانية ترتكز على التواصل والتناغم والإبداع، بمنظور هويتنا الرّامزة لكينونتنا.

 

وايماناً منا بربط جسور وثيقة مع أشقائنا في البلاد العربية وهيئاتها الرسمية، ورغبة في تحقيق التواصل المثمر الذي يحقق توصيات يكون لها الأثر الفاعل في إبراز المعالم الثقافية الرصينة، وترسيخ المبادئ الفكرية الصحيحة، واستحضاراً لمكوناتنا الثقافية التي ترعاها الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني بدولة ليبيا بغرض تسليط الضوء على تنمية امكاناتنا، وتعميق بنيتنا الثقافية، ومن ثَمَّ تعزيز الانفتاح على البرامج التنموية الفكرية لأشقّائنا- كل هذا يجعلنا باستمرار في لهفة وتحفّز واستعداد للمشاركة في هذه الاجتماعات، وبوفد ثقافي له حضور مرموق في المنتديات الثقافية المصاحبة.

– – –

وإذا كانت الثقافة بأبسط الكلمات هي “أسلوب حياة جماعة في مجتمع ما”، فإن الحركة الثقافية الليبية بكل أشكالها المعاصرة تحظى عندنا بأهمية بالغة، من متابعة مسارها، حيث نرصد تطورها وتناميها، ومدونتها الراهنة وملابسات المرحلة، كما نرصد ما يعتريها من ضعف وأسبابه، وكيفية النهوض بها لتحقيق أغراضها وأهدافها.

– – –

في المشهد الثقافي الليبي نشهد روافد العمل الثقافي في الأعمال الأدبية من قصة ورواية وشعر، وفي ما يلحق ذلك من أعمال نقدية تثرى هذا الإبداع الأدبي، كما نرى ذلك عياناً في إظهار ثقافات متعدّدة وتفعيلها مثل: الهوية الوطنية، والتنوع الثقافي، واللغة المشتركة، والحوار والتواصل، وريادة الأعمال، والعناية بالموهوبين والطفولة، والفنون بمختلف أشكالها وتعدد ألوانها من رسم ونحت وتصوير وفنون تشكيلية وحِرَف وصناعات تقليدية، وبهذا كله يتَّضح أن الثقافة رصيد عظيم للأمة، ومن خلال مفاهيمها يتحقق الانسجام والتواصل وتقدير الآخر وتبجيل الوطن، وفي هذا الصدد ستكون الخارطة الثقافية الموسّعة للعام 2017م واحة ثقافية تُظِلُّ بأجنحتها الوارفة كل مناطق بلادنا، وستكون دعمًا وسندًا لمنطلقاتنا الفكرية المتمحورة في التآلف والتآزر والتسامح والتصافح، بعد فترة كابدنا فيها مشكلات سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية على أصعدة متعدّدة.

– – –

هذا ونولي اهتماماً كبيراً للتعاون والتشاور مع المنظمات العربية والدولية العاملة في مجال الثقافة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو) والمنظمة الإسلامية للترية والثقافة والعلوم (الأسيسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والجامعات العربية ومراكز الأبحاث والدراسات، والجمعيات الأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة.

– – –

إن مهمتنا الثقافية الفكرية عسيرة، والطريق وعر في هذا الوقت والظرف الذي تعيشه بلادنا، ولكننا في تفاؤل لأننا ندرك أنَّ أرباب الثقافة والفكر النيِّرِين هم الذين يرفعون شعلة النور لكسر حجب الظلام، ونحن ومع ظروفنا الصعبة التي نمر بها سياسيًّا واقتصاديا فإن الحركة الثقافية لم تتوقف حتَّى في أحلك الظروف، إذ إن أعمالنا خلال السنوات الخمس الفائتة 2012-2016 تمحورت في مهرجانات ثقافية موسمية منوّعة، واصدارات للكتاب، وحواريات ومحاضرات وندوات، وتواصل مع المراكز والبيوت الثقافية في البلديات، وإسهامات في حضور المحافل الإقليمية والدولية، ونأمل أن نستضيف يوما –وليس ببعيد- اجتماع وزراء الثقافة العرب، فأمتنا واحدة، وشعبنا في المحيط إلى الخليج تتجسد فيه أهداف مشتركة، أمنٌ وأمان وازِدهار ورخاء، وما الثقافة إلاّ السبيل إلى تحقيق هذه الأغراض.

– – –

هذا وأسجل أيضاً في هذه الكلمة احترامنا للمرأة وعنايتنا بها فهي صنو للرجل ومثيله، ثقافة وفكراً وإبداعاً، وإسهامها في انبعاث مجتمع حديث معاصر هو من أوَّل أولوياتها عبر منافذ ثقافية متعددة. 

– – –

نحيي هذا البلد العربي الأصيل “تونس الخضراء” ولإخواننا في تونس كلّ التقدير والاحترام، وما نراه من استعدادات حسنة في التنظيم والإشراف وكرم الضيافة، نَحُسُّ به ونفتخر، ودلالته واضحة في إدارة متمكنة من أداء عملها.

حفظ الله أمتنا العربية، ولكم أيها السّادة الوزراء الأعزاء أجَلَّ التحايا،

حسن فرح أونيس

رئيس اللجنة التسييرية للهيئة العامة

للثقافة بحكومة الوفاق الوطني- دولة ليبيا