في الوقت الذي تحيّي فيه وزارة الثقافة جهد وإبداع الفنان علي الوكواك، الذي تناول قضايا الوطن والثورة، وضمّنها في شواهد ترسم صورة نضال الشعب الليبي وتضحياته، في سبيل حريته، ومن منطلق مسؤولية الوزارة في رعاية الأعمال الإبداعية والثقافية، التي هى دعم لقضايا الحرية والإنسان، فإنها تثمِّن جميع المبادرات الثقافية الليبية في المحافل الدولية، وبناءً على ذلك، فإن الوزارة تشجب ما تردد على لسان السيد علي الوكواك، حول تجاهلها لمشاركته في معرض روما الذي أقيم في الفترة الماضية، وترجح ذلك للأسباب التالية:

أولا: بدأت الاستعدادات لإقامة معرض المنحوتات الخاص بالسيد الوكواك، في فترة الحكومة الانتقالية، وكان السيد الحبيب الأمين مديرا لمكتب الثقافة ببنغازي، سنة 2012م ، من جانبها أعلنت الحكومة الإيطالية تغطية كافة النفقات المتعلقة بالمعرض، وبالوفد المشارك، مشترطة أن تعلن وزارة الثقافة مسؤوليتها القانونية كراعٍ ٍ للحدث، وذلك كأحد شروط المعارض الدولية، وبناء على طلب من السيد مصطفى بنور، يطلب فيه “فقط” الغطاء الرسمي للمشاركة دون الإشارة إلى أي دعم مالي، فخاطب الأمين وزارة الثقافة طالبا أن تتبنى الرعاية الرسمية للمعرض، والتغطية الإعلامية لفعالياته، وتقديم مراسلات رسمية لتسهيل التعاون والتواصل مع الجانب الإيطالي، ووافقت وزارة الثقافة على كل الطلبات المذكورة، وضمّنت ذلك في رسالة رسمية.
ثانيا: قام مكتب الثقافة ببنغازي، والذي يترأسه السيد الحبيب الأمين في ذلك الوقت، بمخاطبة السيد الوكواك، للوقوف على احتياجات العمل، وما يتطلبه من إمكانيات، فطلب السيد الوكواك آلات محددة، وهى آلة لحام، وآلة قطع الحديد، ولم يطلب خلاف ذلك، وقام المكتب بتوفيرها له على الفور ودفع ثمنها كاملة.
ثالثا: وبعد أن تولى الأمين مهامه كوزبر للثقافة، وبعد إعلان الجانب الإيطالي في وقت سابق بأن نفقات معرض الوكواك كاملة سوف تقوم بتغطيتها الحكومة الإيطالية، وهذا في سياق الاتفاقات المبرمة في مجال التعاون الثقافي بين البلدين، تفاجأت الوزارة بأن نفقات سفر الفريق الإعلامي لم تدرج ضمن التغطية الموعودة من الجانب الإيطالي، هذا خلاف ما أفاد به السيد بنور والسيد بادي سالفا، فأصدر الأمين مراسلة إلى الإدارة المالية بالوزارة تقضي بتغطية جميع نفقات الوفد الإعلامي المكون من خمسة أعضاء لتغطية أخبار المعرض، كما اتصل بالسفير الإيطالي لطلب إجراء تأشيرات عاجلة من السفارة الإيطالية للفريق الإعلامي.
رابعا: أثناء الاستعدادات للمعرض، رفضت إدارة الجمارك شحن المعروضات من دون موافقة جهة رسمية، فتكفلت وزارة الثقافة بذلك، وخاطب الوزير مصلحة الجمارك بكتاب رسمي، يطلب فيه تسهيل إجراءات نقل المعروضات، وتذليل كافة الصعاب المتعلقة بالشحن والتوصيل.
خامسا: ومع انشغال وزير الثقافة بزيارة رسمية إلى فرنسا، كان متفق عليها في وقت سابق، لم يتمكن من حضور افتتاح المعرض بإيطاليا، وخاصة مع قرب انطلاق المشاركة الليبية كضيف شرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي كانت أضخم حدث ثقافي تشهده ليبيا، مما أوجب جهدا ووقتا خاصا لإنجاح المشاركة، فاعتذر الوزير عن الحضور، وأوكل إلى السيدة بهية كانون، وكيل وزارة الجرحى سابقا، ومدير مؤسسة المبادرة الليبية للسلام، تقديم كلمة في حفل الافتتاح، اعتذرت فيها نيابة عن الوزير، وشرحت أسباب غيابه في مداخلتها، علماً بأن الوزير كان قد تلقى دعوة رسمية من وزير الثقافة الإيطالي، وأخرى من عمدة روما، للحضور كراع ٍ رسمي، واعتذر عن ذلك للأسباب ذاتها.
سادسا: رغم حدوث بعض الخلل وتأخير من قبل السفارة الإيطالية في إجراءات سفر فريق الإعلاميين الخمسة المرافقين للسيد الوكواك، تمكن أربعة منهم من الحضور، واعتذر أحدهم، وقام الفريق بتغطية المشاركة، سواء بالصور أو بالفيديو، وقدم الفريق حلقة عن المعرض بقناة ليبيا لكل الأحرار، في برنامج ليبيا اليوم، تحدث فيها عضو الفريق إبراهيم المقصبى في تقرير مطول عن فعاليات المعرض، ونشر الفريق تقاريرا وصورا في الصحف والمواقع الإلكترونية، هذا خلاف ما نشر بأن الوزارة لم تول اهتماماً بتغطية الحدث، (طالع رابط التقرير الإذاعي).
سابعا: وحيث أن الرسالة الإنسانية التي يحملها معرض الوكواك، كقيمة فنية، تجسد مشاهدا من ذاكرة الثورة، وتضحيات الشهداء والجرحى، والشعب الليبي كافة، فإن مسألة دعم هذه المشاركة، هى واجب يتحتم على جهات عدة مثل المجلس المحلي ببنغازي، ووزارة رعاية أسر الشهداء والمفقودين، والمؤتمر الوطني العام، والحكومة المؤقتة، ولكن، وبناء على كل المعلومات التي أوردناها في هذا التقرير، فإن الأسباب الكامنة، من وراء الحملة التي شنها الكاتب على وزارة الثقافة تحديدا، كانت بسبب رغبة السيد الوكواك، في إحراج الوزير والضغط على الوزارة لطلب دعم مالي آخر رغم أن الحدث كان قد تحمل نفقاته الجانب الإيطالي، وبالتالي فإن هذه الإجراءات تخضع لقوانين المال العام، ولا يحق لوزير الثقافة أن يتخذ إجراءً بتغطية نفقات تغطيها جهة أخرى، لما يترتب على ذلك من مساءلة قانونية.
وزارة الثقافة والمجتمع المدني
–    – – – – – – – –
رابط (1) التقرير الإذاعي: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=05GNPxMQwHs