أجرت صحيفة بوابة الوسط الإلكترونية حواراً شاملاً مع رئيس الهيئة عقب مشاركته في أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الـ (21) الذي أقيم بالقاهرة في 14-15 أكتوبر 2018م ، وتناول الحوار العديد من المسائل التي تهم الثقافة والمثقفين ، مبرزاً إهتمام رئيس الهيئة بمحاولات لم الشمل والمصالحة بآلية ثقافية ناعمة ، وبأنه لايزال يتمسك بالتفاؤل حيال مستقبل البلاد رغم الظروف الصعبة مبينة كذلك الأخبار السارة التي حملها للمهتمين بالشأن الثقافي ، من بينها اختيار بنغازي عاصمة للثقافة العربية .
• ومن خلال نتائج وتوصيات مؤتمر وزراء الثقافة العرب أكد رئيس الهيئة أهمية تحصين الذات الحضارية العربية ضد الإختراقات الغربية المهيمنة وتخليصها من هيمنة العولمة الثقافية وتعزيز ثقافة التواصل والحوار والتعاون من كل المنابر الفاعلة وبذل الجهود لتنفيذ إصلاح ثقافي شامل، مشيراً إلى إعتماد بنغازي عاصمة للثقافة العربية للعام 2024م في هذا المؤتمر .
• وعن سؤال عما إذا كانت حكومة الوفاق نجحت في بلوغ أهدافها منذ تشكيلها أجاب بأن ذلك تحقق بنسبة 60% من حيث إزالة حدة الصراعات وبات هناك توافق كبير بين الليبيين وبأن الحكومة في حاجة إلى دعم إعلامي لمشروعاتها وانجازاتها على الأرض مثلما تحظى بدعم دولي كبير.
• وعن أخر تطورات هيئة الثقافة للنهوض بالمشهد الثقافي الليبي أوضح رئيس الهيئة بأن للهيئة خطة خماسية مدروسة من خمس سنوات شاملة كل المجالات الثقافية من فنون وطباعة كتب وتنشيط اتحاد الناشرين وتنشيط المطابع الليبية وقد حققت كثيراً من أهدافها مبيناً أن الأدباء والفنانين والكتّاب يبدون تعاوناً كبيراً وأنه حريص على مقابلتهم ومحاورتهم محفزاً لهم دائماً مؤكداً بأن ليبيا لا يمكنها النهوض من عثرتها إلاّ بهم .
وموضحاً أن نقص الموارد والإمكانات يمثل أهم العقبات التي تعانيها هيئة الثقافة ، وفي ذات الوقت تعمل في حدود الإمكانات المتاحة ، مشيراً إلى المقترحات المقدمة إلى المنظمة العربية للثقافة والعلوم والفنون ومطالبته بعقد قمة عربية ثقافية وإعادة تفعيل المكتبة القومية التي تستقبل نسخة من كل إصدار لوزارات الثقافة العربية ، مقدماً مقترحاً لإنشاء مركز الطفولة وتنظيم دورات لتدريب الدوائر الإعلامية بوزارات الدولة .
• وحول أزمة تمويل المخطوطات وطباعتها .
ذكر رئيس الهيئة بأن الموضوع تم حله عبر المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق حيث تم تقديم الدعم اللازم وتم فرز (300) مخطوطاً وهي قيد الطباعة في لبنان ، كما جرى تجهيز (300) أخرى وفرزها ، ومشيراً في ذات الوقت لإهتمام الدولة وهيئة الثقافة بالأدباء والكتّاب من خلال متابعة حالتهم ورفع روحهم المعنوية وحرصه على إنشاء نحو (100) مكتب ثقافي في مختلف البلديات ونشر ثقافة الحوار والتسامح والمواطنة ونبذ الخلافات من خلالها ، وأن هيئة الثقافة تتواصل مع الجميع دون تمييز طول البلاد وعرضها في إطار عمل جماعي يرفع شعار (( ليبيا فوق الجميع )) .
• وحول الضغوطات التي تواجه هيئة الثقافة الليبية أوضح أنه لا توجد أية ضغوطات ولا توجد أية جهة تمارس أية ضغوط على أنشطة الهيئة وفعالياتها مبيناً تنظيمها للإحتفالات والأنشطة الثقافية والتظاهرات الشعرية في طرابلس وكافة المدن وإنتاجها لنحو (100) عمل فني تلفزيوني درامي وكوميدي وغنائي لكنه أكد ممارسته للرقابة الذاتية ضد أي عمل يهدد النسيج الإجتماعي أو الأعراف أو الهوية والتقاليد الليبية الأصيلة .
كما أكد على الإهتمام بالتنوع الثقافي وحرصه على إقامة الفعاليات والأنشطة التي تحتفي بهذا التنوع وتوظفه بما يبرز مواطن الجمال في هذا الوطن وخصوصيته الحضارية الفريدة .