أصدر مجموعة من المثقفين والكتاب والفنانين والإعلاميين الليبيين مساء الاثنين 13 مايو 2013، بيانا  أدانوا فيه التفجير الإرهابي الذي وقع أمام مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي، كما أدانوا كل أعمال العنف وسلسلة التفجيرات التي طالت الأحياء المدنية ومراكز الشرطة وكذلك الاغتيالات وحالة الفوضى الأمنية، وفيما يلي نص البيان:

نحن الكتاب والأدباء والفنانون والإعلاميون والمثقفون الليبيون وقد هالنا أن يراق دم أطفالنا البرئ الطاهر على قارعة الطريق بينما حكومتنا ومؤتمرنا يتلهون باجتماعات فارغة المعنى والمضمون وأحزابنا تتاجر بدمنا على الفضائيات وأن يروع مواطنونا في سلسلة  تفجيرات استهدفت بالذات مراكز الشرطة بعد حملات اغتيال الضباط، ونحن نرى أمامنا بلدنا يدفع بها دفعاً نحو أن تكون عراقا أخرى أو صومالا أخرى ونحن نرى ونسمع ونشهد على كل هذا لم يعد بإمكاننا الهرب من مسؤولياتنا ولا السكوت المريب تجاه اغتيال أحلام مواطنينا في بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية تحترم حقوق الإنسان وتفصل بين السلطات، دولة لكل مواطنيها ولا يمكننا والحال هذه أن نضع في أفواهنا هنا علكة انتظار نتائج التحقيقات لأننا سبق ووضعناها من قبل ولم تسمن ولم تغن ! لهذا كله نحن ندين بأشد العبارات حادث التفجير الإرهابي الدموي لكننا في نفس الوقت ندين المناخ الذي ساعد على حدوثه فالسلاح العشوائي المنفلت في كل مكان، والتهريب في كل مكان، بل لم يعد يدعى تهريباً بل نقلا آمنا للمخدرات والسلاح والوقود والسلع، فلا شرطة ولا جيش في البلاد، بل هواة يتقاضون مرتبات ضخمة دون أن يحققوا شيئا في مجال الأمن وذلك طبيعي فهم هواة لا متخصصون! وهذه الميليشيات المسلحة تنتشر في كل مكان لتحمي الثورة فيفجر تحت أنظارها كل مراكز شرطة بنغازي واحد بعد الأخر كأن أحدا يلعب ويتسلى بدمنا، ولا حتى نسمع عن مشتبه به في هذه التفجيرات !! إزاء كل ما سبق فأننا نعتبر أي تأخير في إنهاء مظاهر التسلح وحل الميليشيات وانضمامها كأفراد للشرطة وللجيش الوطني جريمة موصوفة بحق الوطن والمواطن، وتآمرا على حلم الدولة الديمقراطية، وندعو كل القوى السياسية لإعلان براءتها من كل التشكيلات المسلحة وإعلان دعمها للدمج الكامل للثوار كأفراد في مؤسسات الأمن الوطني التخصصية، لا لجان الهواة، وندعو إلى سرعة إقالة رئيس الأركان العاجز الفاشل ونسأل أين رئيس المخابرات مما يحدث وشعبه يراق دمه على الطرقات ؟!

وأخيرا نتوجه إلى شعبنا الليبي بالتعزية وبالتأكيد على أمل ا13.ك بحلم الدولة الديمقراطية المدنية التعددية وأن الحرب مع الإرهاب أيا كان صانعه هي حرب إرادة؛ إرادة الشعب في الحياة الحرة الكريمة؛ وإرادة الإرهابي في زرع الخوف في قلوبنا وأن الإرهاب لو تركناه فلن يتركنا إنه أعمي وأصم .

الكتاب والفنانون والمثقفون والإعلاميون الليبيون

بنغازي في 13 . 5 . 2013م