بيان الإعلاميون والصحفيون المشاركون في الوقفة الاحتجاجية ببنغازي اليوم الخميس 24_5_ 2012 .

بسم الله الرحمن الرحيم
” هذا بيان للناس ..”
شكًل الإعلام أحد أذرع إخطبوط الاستبداد الذي جثم على صدور الليبيين لعدة عقود عبر أساليبه المختلفة في التطبيل للطاغية وتضليل الرأي العام وتغييب الإعلاميين والصحفيين الشرفاء بالتصفية أو السجن أو المنفى أو الإرهاب والإبعاد ..وظلت القلة التي حافظت على ضميرها الصحفي وكانت الصوت المشاكس وسط هذا الضجيج عبر سجلها الموثق في أرشيف الإعلام والثقافة الليبيين , لذلك كان تحرير حقل الإعلام من تلك التركة جزءاً من معركة التحرير الوطني التي لن تكتفي بإسقاط النظام ولكن ستستمر من أجل إسقاط أدواته المتراكمة من التضليل والمداهنة والتلاعب بالعقول .
لقد حافظ الصحفيون الليبيون الذين كانوا جزءاً من الحراك الثوري منذ انبلاج صبحه في فبراير على أسلوب الاحترام والتوقير للمجلس الوطني الانتقالي بشخوصه وآلياته وما انبثق عنه من مكاتب وهيئات ومؤسسات وما تفرع منه من لجان وفرق وما صدرت عنه من قرارات وما مارسه من سياسات ..ورغم ضعف الأداء والتخبط والارتباك والصراع بين أطرافه وأجنحته والإخفاقات الكثيرة الناتجة عن ذلك .. وعن سوء قصد ونية في بعض الأحيان .
كل ذلك تحت ضغط المرحلة وظروفها .. وحرصاً على وحدة الصف والظهور بمظهر التوافق أمام العالم الذي هب لمساعدتنا ..وحتى لا يشعر شعبنا في الأراضي الأسيرة والمحررة آنذاك بالإحباط .
لقد لبينا نداء الوطن وغضضنا البصر عن الانحرافات عندما كانت المرحلة تقتضي ذلك لكن أن يتحول الأمر إلى عبث بمؤسسات البلاد وإعادة إنتاج آليات النظام القديم الذي هدمت الثورة حصونه وقلاعه ,وتركتها ” كأن لم تغن بالأمس “فاسمحوا لنا أن نرفع صوتنا عالياً ونقول لكم كلا ..وإن شئتم ألا تسمحوا فافعلوا فنحن قائليها على كل حال ..ومصرون على التمتع بالحريات التي وهبتها لنا ثورتنا المظفرة بتضحيات خيرة أبنائنا .
إن الإعلاميين الليبيين في وقفتهم الاحتجاجية اليوم وفي هذا المكان من قلب المدينة الرمز ” بنغازي ” التي صدرت منها أولى صيحات الحرية يرفضون جملة وتفصيلاً ما أتى به البهتان الذي باركه الانتقالي مما سمي زوراً باختيار مجالس إعلامية عليا وسفلى ويعتبرون ما تم ” أمر دبر بليل ” وإجراء غير شرعي ويستنكرون خصوصاً ما يلي .
1- الآلية التي صدرت بها القرارات وطريقة اختيار اللجان التسييرية الذي يذكرنا ” بترشيد المصعدين ” وهو النهج الذي ظننا أننا قبرناه مع صاحبه ..فإذا بأعضاء من الانتقالي يعيدون بعثه من جديد .
2- تغييب معظم الإعلاميين وتجاهل توصيات الملتقيين الإعلاميين الأول في طرابلس والثاني في بنغازي اللذين حضرهما اغلب الإعلاميين الليبيين والالتفاف على مطالبهم بما يذكر بالآليات التي اعتمدها النظام السابق تجاه رابطة الأدباء والكتاب ونقابة المحامين لإسكات صوتهما الصادح بالحق .
3- أن نتائج ذلك الاجتماع أكدت نزعة المركزية التي تثير هواجس تتعلق بالوحدة الوطنية كوصية مقدسة لدم الشهداء .
4- جاءت هذه القرارات في غياب جسم نقابي للصحفيين والإعلاميين من شأنه أن يكون مرجعية مدنية لكل إجراء يتعلق بمستقبل الأعلام .
5- التوقيت الملفت للنظر الذي اختير لإثارة الخلافات والشقاق بين الإعلاميين في مرحلة تاريخية مهمة من حياة بلادنا المتمثلة في انتخابات المجالس المحلية والاستعداد للاستحقاق الكبير لانتخاب المؤتمر الوطني العام الذي يحتاج إلى جهد كل إعلامي وكل وسيلة إعلامية لتنوير الناس وتوعيتهم بالمشاركة والاختيار الصحيح مما يضع علامة استفهام كبيرة أمام من أثار الزوبعة في هذا التوقيت .
لكل ذلك وانطلاقا من مبادئ التحول الديمقراطي في ليبيا الذي بذل الشهداء الإبرار دماءهم من اجله وبمسئوليتنا المعرفية والأخلاقية سنجابه كل محاولات تلويث هذا المناخ الجديد برواسب النظام المنهار .
مؤكدين على أن الكلمة مازالت وستبقى لنبض الشارع ومؤسسات المجتمع المدني الرهانات الحقيقية للحفاظ على المبادئ السامية التي قامت من اجلها ثورة فبراير النبيلة .
توقيعات الإعلاميون والصحفيون المشاركون في الوقفة الاحتجاجية ببنغازي الخميس 24_5_ 2012