افتتح الجناح الليبي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب مساء الأربعاء، أولي فعالياته الثقافية، بندوة عن السجن والإبداع، اشترك فيها أدباء ومثقفون

، ممن جمعتهم تجربة النضال المرير خلف القضبان، ومن بينهم الكاتب جمعة أبوكليب، والأديب إدريس بن الطيب، والشاعر السنوسي حبيب، والكاتب علي العكرمي، وأدار الندوة الكاتب والقاص فتحي نصيب.

دارت فعاليات الندوة على هيئة شهادات تناولت صفحات من حياتهم التي قضوها بين قضبان السجن، في محاولة من النظام القمعي لكسر أقلامهم الحرة وأصواتهم التي نادت مبكرا بحرية الإنسان والوطن.

واهتمت الندوة التي شهدت حضورا كبيرا من المثقفين والمهتمين، بتسليط الضوء على الجانب الثقافي والإبداعي في تجربة السجن، وتأثيره على مواصلة النضال، كما تحدث رفاق الزنزانة عن مراحل النبوغ في الأدب والشعر والكتابة، وقال جمعة أبوكليب “إن الكتابة هى عمل ضد الموت، والسجين يكتب ليستمد ارتباطه بالحياة”، وأشار إلى تفتق موهبته الكتابية بالسجن، كما اهتمت الندوة ايضا بالأنشطة الثقافية التي اتخذت لها صورا نضالية من أجل الاستمرار فتحدث الأديب فتحي نصيب عن المجلة التي أصدرها بالسجن بعنوان (النوافير)والتي كتبت على ورق السجائر مع مجموعة كتب أخرى أعدت بنفس الطريقة وذكر رفاقه بنفس بالزنزانه أنهم قاموا معا بإصدار صحيفة يومية داخل السجن، كتبت على ملاءة بيضاء كانت تنشر مواضيعها نهارا، وتغسل ليلا استعدادا للعدد الذي يليه.

وقدمت الدكتورة أم العز الفارسي شهادتها بالخصوص وتحدثت عن تجربتها الشخصية حينما كانت مهددة بالسجن، نتيجة لأرائها وتوجهاتها المناهضة للظلم، والمنادية بالحرية ومبادئ العدالة.

وأثارت شهادة على العكرمي شجون الحاضرين حينما تحدث عن تجربة حياته داخل السجن والتي استمرت لثلاثين سنة في سجن أبوسليم، واختتم كلمته بأنه وبعد كل هذا العناء والألم، لا يطمح إلا أن تكون ليبيا دولة تسودها إرادة العدل والقانون وتتحقق فيها حرية الإنسان وكرامته.