انتقل إلى رحمة الله صباح هذا اليوم، الجمعة  8 فبراير 2013م، فقيد الفن والإبداع الليبي، الفنان التشكيلي عوض اعبيدة عن عمر يناهز التسعين عاما

ويتقدم  العاملون بوزارة الثقافة والمجتمع المدني، وكذلك وزير الثقافة السيد الحبيب الأمين،   بخالص العزاء لأسرة الفقيد، تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

عوض اعبيدة من مواليد  بنغازي سنة 1923م، و بعد تحصله على الثانوية عام 1937م، انتقل إلى إيطاليا لدراسة الفن، ثم عاد إلى ليبيا وبدأ في مزاولة الرسم وعرض لوحاته، حيث أقام أول معرض فني له في دكان صغير بشارع عمر المختار في بنغازي عام 1964م، ثم أصبح له معرض دائم هو أقرب للمتحف أسماه (دار الفن والتراث) وعرض فيه لوحاته التي تعكس و تؤرخ مظاهر الحياة في بنغازي منذ الثلاثينات من القرن الماضي.

ودأب على فتح هذا المعرض ليلا خلال شهر رمضان الكريم للزوار، ورغم حالة الضنك والفقر التي تعيشها المدينة و التي ترصدها لوحاته، إلا أن المشاهد للوحات يلحظ ما تنبض به من حماسة وحياة.

يعد الفنان التشكيلي الليبي عوض عبيدة احد كبار رواد الفن التشكيلي الليبي ورمز الواقعية الليبية ، وقد عمل على أن يكون له أسلوبه الخاص من جانب، وأن يكون للوحة الليبية خصوصيتها وهويتها وسط المشهد التشكيلي العربي والعالمي من جانب آخر.

 

وقد ساهم عبيدة من خلال أسلوبه الخاص في تشكيل تلك الخصوصية عندما جسد في لوحاته الموروث الليبي بمختلف أشكاله، من عادات وتقاليد وتراث وأرض وبحر وسماء وعمارة، حتى أصبح مرجعا للأجيال.

 ونشر عنه الدكتور محمد المفتي في كتابه بعنوان حنين الألوان: “لا أحب بيع لوحاتي, لوحاتي هي أولادي، أعيش معهم، وما بعته ما زال يحز في نفسي، الفن لا يجب أن يكون حرفة، هو هواية قبل كل شيء، و لكن لابد له من يرعاه”.