(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- ودعت الأوساط الثقافية يوم 5 مايو 2011 أسطورة الرسم الساخر الفنان محمد الزواوي،  في وقت كانت ليبيا تشهد أعنف الصراعات ضد الظلم والدكتاتورية المقيتة، وتمر علينا هذا اليوم الذكرى الثانية لرحيله، فيطالعنا قبس من ومضات ريشته التي سجلت أحلام هذا الشعب بفقره وبساطته، وعفوية تطلعاته، وتحذونا في غيابه أمنيات ترنو إلى تحقيق مستقبل واعد لوطن عشق ملامحه فأبدع في رسم مفرداته وتفاصيله.

رحل الزواوي عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما، من الإبداع والشفافية والعطاء، ترك من خلالها تراثا عظيما تزهو به الأجيال وتتناقل رسالته مدارس الفن الساخر كقيمة من العبقرية والنبوغ تفخر ليبيا بتقديمها إلى العالم.

ولد الفقيد بضواحي بنغازي سنة 1936، و درس بمدرسة الأبيار الداخلية حتى الرابعة الابتدائية. لظروف عائلية اضطر لترك الدراسة وعمل كرسام بالقسم السمعي والبصري التابع للمصالح المشتركة النقطة الرابعة الأمريكية، وفي عام 1963 انتدب للعمل في مجلة الإذاعة بطرابلس كمخرج صحفي ورسام وعلى صفحاتها خطّ أول لوحة ساخرة، ثم انتقل إلى مجلة المرأة كمخرج ورسام إلى جانب نشر رسومه في معظم الصحف التي كانت تصدر بالبلاد. 

الفنان نشر رسومه في عدد من الصحف الليبية كان آخرها في جريدة (الصباح أويا) الأسبوعية، والتي أوقفتها اللجان الشعبية  بسبب انتقاده للنظام السياسي نهاية عام 2010، كما خاض تجربة الرسوم المتحركة ونفذ أعمالا في هذا الميدان مدتها أكثر من 50 دقيقة وأقام العديد من المعارض المحلية والخارجية.

تميز الزواوي في فنه بالتقاط ملامح الشخصية الليبية الشعبية وشحنها بنقده الخاص لنمط تفكيرها. وفي سبعينيات القرن المنصرم كانت للزواوي أعمال في مجال القصة المصورة، وخص مجلة الأمل للأطفال بمسلسل البطل الصغير.

توفي  الزواوي في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب نوبة قلبية وكان يخط خطوطه الأولى للوحة جديدة، سقط من على كرسيه قبل أن يكملها. 

تقبل الفقيد بواسع رحمته.وإنا لله وإنا إليه راجعون.